الفصل الثامن عشر

762 96 89
                                    

لطفاً.. صوّت للفصل قبل البدء بالقراءة..⭐️


أبعدني عن صدره وقال بخفوت:

ـ تعالي معي.

عقدتُ جبيني باستغراب:

ـ إلى أين؟

أمسك بيدي وباشر المسير قائلاً:

ـ سأريكِ شيئاً.

جاريته في الخطوات أثناء تقدمه نحو الجهة الخلفية للغابة.. مررنا بالبناء الذي يضمّ الحواسيب ولا إرادياً تصلبت يدي في قبضته.. لكنه لم ينتبه للأمر بل تقدم بضع أمتار أخرى إلى أن توقف في منطقة تنتشر فيها الشجيرات الصغيرة في بقع متفرقة.. مدّ يده أمامه وإذا بالأرض أمام قدمينا تنفتح.. نظرتُ إليه بدهشة.. ما الذي ينوي فعله؟.. عدتُ بعينَي إلى الفتحة ولصدمتي رأيتُ درجاً حجرياً ويؤدي إلى الأسفل.. بدأ جيوم النزول دون أن يفلت يدي فتبعته بقلبٍ مضطرب وأنا لا أعرف ما ينتظرني.. ولستُ أرى شيئاً في الظلام الحالك لأخمن ما يكمن في الأسفل.. حال وصولنا إلى الأرض سرنا خطوتين إلى اليمين ثم سمعته يضغط على زر وإذا بالمكان يغطّ بالإضاءة.. أغمضتُ عينَي لثانية لأتقبل الضوء ثم فتحتهما بحذر.. لكان سرعان ما اتسعتا وشارك فاهي المفتوح في الصدمة..  ثم لم يجد الهواء طريقه إلى رئتَي.. لأنني نسيتُ أمر التنفس كلياً.. أفلت جيوم يدي وتقدم بهدوء وهو يسير بجانب المنظر المهيب ليقول:

ـ أظن بأنكِ خمّنتِ ما تكون؟

ثم حين رأى وجهي قال بقلق:

ـ حسناً، لا ننسى أهمية التنفس، هيا، خذي نفساً.

شهقتُ الهواء قبل أن يغمى عليّ ورحتُ أنظر إلى المركبة الفضائية بعينين تكادا تخرجان من مكانيهما.. همست بصوت بالكاد يُسمع:

ـ هل.. هذه هي؟

ـ نعم.. إنها المركبة التي أوصلتنا إلى كوكب الأرض.

وضعتُ يدي على صدري أذكّر نفسي بالتقاط الأنفاس.. إنها عملاقة.. مزيج ما بين تصميم طائرة وصاروخ.. مصنوعة من مادة تشبه الفولاذ.. مقدمتها مدببة وفيها نافذة كبيرة مخصصة لمن يقودها.. لكن حتى جوانبها تتزين ببعض النوافذ الصغيرة وهذا الذي يذكرني بالطائرة.. لكن الجزء الخلفي يشبه الصواريخ بتصميمه الاسطواني والأجنحة الثلاثة التي تتفرق من جوانبه.. ربّاه.. إنها عظيمة.. تقدم جيوم إلى ما بدا باباً وضغط على زر ففتح بتلقائية ونزل من عنده درج فولاذي.. أشار لي بيده:

ـ تعالي.

حقاً؟.. هل.. سندخلها؟.. سأدخل مركبة فضائية؟!.. شعرتُ برعشة تسري في جسدي ولم أستطع التقدم.. لستُ.. مستعدة لتجربة عظيمة هكذه.. توقف جيوم عن صعود الدرج ونظر إليّ باستغراب:

ـ ألن تأتي؟

همست بأنفاس محبوسة:

ـ لستُ.. أستطيع..

جامعة نايلوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن