الفصل الثامن

870 114 179
                                    


لطفاً.. صوت للفصل قبل البدء بالقراءة تقديراً للجهد.. ❤️


لحقنا همام إلى مقرّ كيران فوجدناه ينتظر خارج إحدى الغرف.. سألناه عن الوضع فهزّ برأسه مجيباً:

ـ لا أعرف.. كيران معها، لكنها توقفت عن الصراخ..

انتظرنا بجزع عند الباب.. لم تتوقف سالي عن الارتعاش منذ وقوع الحادثة.. خشيتُ أن يغمى عليها من شدة التأثر.. قلتُ لها بخفوت:

ـ ما رأيكِ أن تعودي إلى السكن؟ سنطلعكِ عن حالة ليال حالما نعرف شيئاً.

هزّت رأسها بالنفي:

ـ كلا، لن أغادر حتى أطمئن عليها.

فُتح الباب في تلك اللحظة وخرج كيران فتجمعنا حوله نسأله عن ليال.. رفع يديه وهو يقول:

ـ اهدؤوا، لا داعي للقلق، ليال بحال جيدة، لقد تلقت العلاج وهي لا تشعر بأي ألم الآن بفضل المهدئ، لكنها ستحتاج إلى الراحة لبضعة أيام، لذا فإنها لن تشارك في الدروس حتى تشفى ذراعها تماماً.

سأله آسر:

ـ بضعة أيام؟ هل أنت متأكد؟ بدا الحرق.. سيئاً للغاية..

ـ نعم، لكن علاجنا صُنع لمثل هذه الحوادث والأخطر منها بكثير، لذا فلا داعي لأن تشغلوا بالكم، سترتاح هنا حتى يوم غد ثم تعود إلى السكن، أما أنتم.. فيمكنكم المغادرة.. ويفضّل أن تكونوا أكثر حذراً بفعالياتكم المستقبلية..

أخفضنا رؤوسنا بشيء من الخجل.. ثم استأذنا وغادرنا المبنى.. أول من انسحب كان همام الذي قال بأنه بحاجة إلى الراحة وتوجه إلى السكن.. ثم انسحبت سالي.. بقينا أنا ورفل وآسر.. وقفنا حائرين.. في النهاية رفعت رفل رأسها إلى السماء وقالت:

ـ ما رأيكم بتأمل الغروب حتى موعد العشاء؟

لم يمانع أحدنا.. عدنا أدراجنا إلى الشاطئ وجلسنا على حافته.. تكاد أمواج البحر الهادئة تلامس أقدامنا.. ما زالت الشمس عالية بعض الشيء.. سننتظر نصف ساعة على الأقل لمشاهدة غروبها.. اختلستُ النظر إلى آسر الذي كان يجلس على يميني.. عيناه المتلألأتين تحت أشعة الشمس تراقبان الأمواج.. كان شارد الذهن.. ومعالمه تشي بأن الأفكار التي تجول في رأسه ليست لطيفة.. وأنه ما زال يصارع شعور الذنب.. سألته لأخرجه من أفكاره:

ـ أي قسم أردت دراسته؟

نظر إليّ باستغراب.. محاولاً استيعاب سؤالي المفاجئ.. ثم قال وهو يعيد نظره إلى المياه:

ـ قسم المحاماة.

ـ حقاً؟ لماذا؟

مرّت لحظة صمت قبل أن يقول:

ـ كانت مهنة والدي رحمه الله.

قلت بخفوت:

ـ رحمه الله..

جامعة نايلوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن