الفصل التاسع

807 119 201
                                    


لطفاً.. صوت للفصل قبل البدء بالقراءة تقديراً للجهد.. ❤️

نظرتُ من حولي بهلع.. أبحث عن مخبأ مهما كان سخيفاً.. فالخطوات تقترب.. وأصبحتُ متيقنة من أنها تقصد هذه الغرفة.. سقطت عيناي على باب بجانب المكتبة لم أنتبه له مسبقاً بسبب لونه الذي يتطابق مع لون خشب المكتبة.. أسرعتُ نحوه وأمسكتُ بمقبضه الدائري الخشبي ودخلتُ سريعاً.. في اللحظةِ التي أغلقتُ الباب عليّ سمعتُ باب الغرفة يُفتح.. أغمضتُ عينَي بقوة وأنا أحبس أنفاسي.. أتكون هيلانة قد سمعت؟.. أو أياً من دخل المكتب؟..

ـ إذاً، ما الموضوع؟

كان صوت هيلانة.. ومن ردّ عليها كان بيبرس:

ـ طلّاب جيوم.

تنفستُ الصعداء حين أستوعبتُ أن أمري لم يُكشف وسمحتُ بفتح عينَي.. لاحظتُ أنني في مكانٍ بإضاءة خافتة.. استدرتُ بحذر لألقي نظرة على المكان وإذا بي أفغر فاهي بلا شعور.. إن المكان بنصف حجم المكتب.. لكنه أشبه متحف بتحفٍ فنّية.. أول ما سقطت عيناي عليه كانت لوحة كبيرة معلقة على الجدار.. إنها تشكل تصميماً لكوكب خيالي.. تنقسم مساحة الكوكب لسبعة حلقات.. قمّته تبدأ بحلقة من الأرض الخضراء.. ثم تليها حلقة من المياه الزرقاء.. ثم حلقة خضراء.. وبعدها زرقاء.. إلى أن تنتهي بحلقة خضراء.. من قد يكون صمّم كوكباً بهذا الجمال والاحتراف؟.. على جانبَي اللوحة علّقت ثياب بأقشمة سميكة وتصاميم بدت من زمنٍ آخر.. نزلتُ بنظري إلى المكتبة القصيرة التي تمتد تحت اللوحة والثياب.. لكن بدل أن تمتلئ بالكتب كانت خاناتها المربعة تتزين بزجاجات تضمّ نماذج من نباتات غريبة.. أما الجدار الرفيع على اليسار فكان يتزين بعدد هائل من الأدراج الخشبية.. والجدار الأيمن كان يحوي على مكتبة ممتلئة بالتحفيات الغريبة التصميم.. بعضها بدت كالأواني.. بعضها كالأسلحة.. وأخرى كانت كرقع مهترئة من القماش وعليها صور باهتة الألوان.. 

ـ ما بهم طلّاب جيوم؟

أعادني صوت هيلانة إلى الواقع والمأزق الذي أوقعتُ نفسي فيه.. لكني لم أستطع منع نفسي من التقدم نحو الرقع القماشية..

ـ لماذا لم يعودوا إلى التدريب حتى الآن؟

ـ عقاب جيوم لهم على فعلتهم.

رغم بهتان الصور المطبوعة على الرقع إلا أنني استطعتُ تمييز الوجوه المرسومة عليها.. كانت إحداها صورة لهيلانة في شبابها.. تجلس على العشب وفي حجرها طفل صغير وعلى جنبها فتاة لا تتجاوز عامها السادس.. كانت الفتاة منشغلة بشيءٍ في العشب.. أما الرقعة الثانية فكانت تشكل صورة جماعية لعدد كبير من الشباب والشابات.. وكأنهم تخرجوا للتو من الجامعة.. جميعهم يرتدي زيّ واحد باللون الأسود.. انتقلتُ إلى الرقعة التالية وإذا بها صورة عائلية لرجل وأمرأة وبينهما طفلٌ  في سنّ الفتاة المنشغلة بالعشب.. انتابني شعور بأنني أعرفه.. لكنني لم أتوصل لشيء.. كان يمسك بيدين والديه وابتسامة جميلة تزين وجهه الطفولي..

جامعة نايلوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن