فتحتُ عينَي على رائحة قوية أحرقت أنفي وجوفي.. امتعضت وأنا أحاول استيعاب المكان.. غرفة المرضى.. وكيران يقف عندي.. أبعد القطنة عن أنفي ووضعها على الطاولة.. قال بلين:
ـ يبدو أنكِ ستقضين أوقاتكِ في هذه الغرفة اكثر من غرفتكِ في السكن.
رفعتُ نفسي إلى وضعية الجلوس وسألته بصوتٍ متحجرش:
ـ لمَ أنا هنا؟
ـ ألا تذكرين؟
كان سؤاله كافياً لأن تعود الحادثة المزعجة إلى ذاكرتي.. تباً.. هل يعني ذلك أن بيبرس هو الفائز؟.. أبعدتُ خصلة من شعري عن وجهي وسألته:
ـ كيف أخرجوني؟
ـ أخرجكِ جيوم بعدما طلب آسر المساعدة منه.
زفرت بضيق.. رائع.. ذلة مضاعفة بحضور جميع من يتمنى رؤيتي مهزومة..
- ظننتك أكثر الرافضين لفكرة الطاقات، كيف نجحتي بالتحكم بها بهذه السرعة؟
- أي تحكم؟ كدت أموت.
- كان يتوجب عليك الحذر من بيبرس، فهو ليس حذر مع الطلاب كما قد يكون جيوم أو آليك، في الكثير من الأحيان يتصرف كصبي طائش.
تذمرت بين ضغط أسناني:
ـ حاشى الصبيان الطائشين من تشبيهٍ كهذا.
سألني بنبرة لينة:
ـ كيف تشعرين الآن؟
ـ بالغضب.
تنهد قائلاً:
ـ جسدياً.
ـ لا بأس.
ـ جيد، جيوم ينتظر في الخارج، يرغب بالتحدث إليك.
قلتُ باندفاع:
ـ لمَ؟
نهض مجيباً:
ـ لا تخافي، لن يأكلكِ.
ـ لكنه يستطيع دفني.
ضحك ضحكة خفيفة وخرج من الغرفة.. أشبكتُ ذراعَيّ على صدري وانتظرتُ بتعابيرٍ عابسة دخول البغيض الآخر.. فُتح الباب ودخل جيوم.. بهدوءٍ أغلق الباب وتقدم إليّ.. نظر إليّ فحملقتُ به.. رفع حاجباً مستنكراً:
ـ تنظرين إليّ وكأنني السبب بما حصل لكِ؟
ـ جميعكم مسؤولون عمّا حدث وسيحدث.
ـ بل وحدكِ المسؤولة، فليس غيركِ من يعرّض نفسه للأذى، إذن المشكلة فيكِ أنت، على العموم..
أشبك ذراعيه على صدره وكأنه يقلّدني وقال:
ـ متى اكتشفتِ طاقتك؟
أشحتُ عنه ببرود:
ـ اليوم.
ـ متى اليوم؟ حين كنتِ في الغابة؟
ـ كلا، بعد الغداء.
ـ لمَ لم تخبريني بالأمر؟
ـ لأنني لم أرَك.
أنت تقرأ
جامعة نايلو
Fantasyتبدأ رحلة بطلتنا شمس في جامعة جديدة ظنّت بأنها جامعة عادية لتحقيق حلمها.. لكن حال رؤيتها للجزيرة التي تضمّ الجامعة تبدأ الشكوك تراودها.. ثم تزداد شكوكها مع حدثٍ تلو الآخر.. إلى أن تكتشف الحقيقة التي يصعب على العقل استيعابها.. لكن هل اكتشفتها بعد فو...