"الفصل السادس والعشرون"

21.8K 1.7K 520
                                    

‏من الأخطاء التي نقع فيها أننا لا نشجع التائب.

قال ابن تيمية رحمه الله: " ولا يجوز لوم التائب بإتفاق الناس، وإذا أظهر التوبة أظهر له الخير."

الآداب الشرعية.💙

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«الفصل السادس والعشرون»
«مُتَيْمة بِنِيرَانْ عِشْقُه»

"بسم الله الرحمن الرحيم"

الجو هادئ إلا من صوت الأشجار التي تُصدِر هسيسًا خافت، السماء مُحاطة بهالة السحاب الأسود رغم حلول الليل، أجواء شتوية بحتة تُدخل الرهبة على النفس خاصة في الظلام، خطَّ أربعتهم الصحراء ليُصبحوا على الطريق الرئيسي الملئ بالأشجار الكثيفة التي تُحيط الجانبان، استقر "ريان" بجانب "يزن" وعلى جانبه الآخر "موسى"، و" عمر" جاور إبن عمه وجميعهم تسلحوا بالأسلحة، ثيابهم السوداء نافست الليل في قتامتها، ليصبحوا غير مرئيين، فقط ضوء خافت يُصوَب تجاه وجوههم فتجدها منكمشة بقسوة، وكأنهم يُقسمون بالدمار.

الجميع يُفكر هل سينتهي اليوم على خير!! ولا يوجد إجابة لذلك السؤال سوى الصمت، بينما "يزن" تشتد قبضته بقسوة مُخيفة أكثر كُلما اقتربوا من وجهتهم، سيجعلهم يدفعون الثمن غاليًا، خاصةً "سليم المنشاوي" الذي وقع مع مَن يرحم، مشاهد من طفولته المُنتهكة تمر بخاطره ليقسو وجهه أكثر، ولسوء حظهم كل من سيُقابله؛ سيُقابل الشيطان ليس "يزن الراوي".

توقفوا أمام الباب الخلفي للشركة الخاصة بعدوهم، أخرج "يزن" سلاحه من جيب حِلته السوداء القاتمة مُتسائلًا بشر:
_جاهزين!!

لم يُجيبوه، بل أخرجوا أسلحتهم ناظرين له بتحفز يُغلفه القسوة، والآن كُل من بالداخل سيُقابلون أربعةً من الوحوش الثائرة، وحوش هم مَن صنعوها بأيديهم، حتى "ريان" الرجل اللطيف تحوَّل تمامًا ليُصبح وجهه جامدًا صلبًا لا يختلف عنهم.

فتح "يزن" الباب الخلفي بحذر، ثم نظر إليهم بنظرة ذات مغزى، ليكون المكان هادئ وصوت تعمير أسلحتهم هو الصادح، دلف "يزن" أولًا، تلاه "ريان"، ثم "موسى"، وبالنهاية "عمر" ليؤَمِّن ظهورهم.

المكان هادئ، صامت، مُظلم، ومُخيف، وأول عقبة كانت بطريقهم رجلان يقفان أمام أحد الغُرف، بابها مُغلق وضوء أحمر خافت يتسلل من أسفل الباب الخشبي القوي، أخرج "يزن" كاتم الصوت من جيب بنطاله الخلفي، واضعًا إياه بمحله الطبيعي، وبهدوء شديد وبرود صوَّب على رؤسهم، نفخ في فوهة مُسدسه وعلى ثغره إبتسامة مُنتصرة.

مُتيمة بنيران عشقهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن