«مُتيمة بنيران عشقه»
«الفصل الحادي عشر»"بسم الله الرحمن الرحيم"
ظلت حرب النظرات مُشتعلة بين العائلتين، كان مظهرًا مُهيبًا لم يحدث منذُ عدة أعوام كثيرة، نشبت النيران في صدورهم متذكرين كل كبيرة وصغيرة حدثت، بما حدص لا يُمحي من العقول ولا القلوب.
اعتدل "سلطان" بتهجم من علي ابنه، ولكن قبل أن يقف باغته بضربة من كف يده علي وجه "شهاب"، تأوه الآخر بألم ناظرًا لوالده بغيظ، تربع محله وهو يُطالع الجميع بنظرات ضاجرة.
توقفت نظراته علي والدته التي كانت تُنظر لعائلة" أبو زيد" بنظرات خائفة مذعورة، لم يلحظ نظراتها تلك، بل نداها بصوت هامس ثم وجَّه يده علي رقبته دلالة علي الذبح.
لم تعطي له أي إهتمام، بل ظلت ترتعد من الداخل بسبب رؤية تلك العائلة، ابتلعت ريقها بتوتر ثم انتظرت بترقب حديث زوجها ليعلم سبب وجودهم بعد كل تلك السنوات التي مرت عليهم وهم في إنقطاع دائم.
اقترب "سلطان" منهم بغضب، واتضح على وجهه علامات النفور التي اتضحت لهم، لكن هذا لا يهم، هم قد جاءوا لسببًا محدد ثم سيذهبوا مثلما جاءوا.
خرجت نبرة "سلطان" متسائلة بفحيح مرعب:
_جاي هنا ليه يا "أبو زيد"!!لوى'' أبو زيد" شفتيه بإستنكار، ثم تحدث بسخرية لازعة ممزوجة بقسوة مقصودة:
_هو دا حُسن الضيافة يا..... اخويا!!!نزلت الكلمة على مسامعهم بقسوة، ليشتد الكره في الأنفس ويملئ الحقد القلوب أكثر وأكثر، صاح "سلطان" هادرًا بنشيج حاد:
_متقولش ابن أخوك، كل العلاقة اللي بتربطنا كانت علاقة و*** ملهاش أي ستين لازمة، ودسنا عليها بالجزمة من سنين طويلة من ساعة ما مراتك آ.....توقف عن إكمال عندما امسك به "طـه" من تلابيبه يهزه بعنف:
_ســــيرة أمي لو جت علي لسانك الو** دا تاني أنا هقعهولك، انـــت ســـامع!!!!كان "شهاب" ينظر لهم ببلاهة لا يفقه شئ مما يُقال، فقد كانت العداوة بينهم منذ صغره وحتي الآن لا يعلم سببها، لكن يبدو بأن جميع كبار العائلة علي صلة به.
عندما احتدم الأمر وأوشك علي تطاول الأيدي، تدخل "شهاب" فورًا ناظرًا لـ "طـه" بضيق مردفًا بغضب:
_انـــت إزاي تتجرأ وتمد إيدك عليــه!!!
أنت تقرأ
مُتيمة بنيران عشقه
Romansالنيران أشبه بالدمار، تحرق كل ما تطوله ألسنتها، وكأنها غير باقية للحياة، لكن ماذا لو كانت تلك النيران مُتيمة بالعشق!! حينها سيختلف المعنى وستتغير الأراء مُغيرة مجراها كُليًا، وسيُشَيّد عشق لم ولن ينتهي. منذ أن وطأ عشقها داخله، أصبح مُتيم بعيناها،...