﴾⑰﴿⚜️

182 9 4
                                    

بعد أن وضعت لورا الرسالة في ذاك الكتاب نهاية الرف رحلت وهي تظن ان لقائها بإدوارد سوف يستغرق وقتاً طويلا ولكنها تفاجأت بقدوم مارتن قائلاً "اخبرتني امينة المكتبة ان المسؤول عن جلب الكتب للمكتبة قد حضر وأحضر بعض الكتب التي طلبتها فهل تأتين للتحقق منها كالعادة؟"

نهضت لورا سريعاً وسارت نحو المكتبة دون ان تردف بشئ ولكن حين اقتربت من الباب توقفت لتخبر مارتن بأنه يمكنه الانتظار خارجاً او الرحيل فهي قد تبقى في المكتبة لتقراً، أوما مارتن لها بالأيجاب و وقف عند الباب.

دخلت لورا لتجد إدوارد مرتدياً عبائته كالعادة ويخفي اغلب وجهه كالعادة ولكن هناك قلق يطفو في الأجواء حوله فهو يطقطق اصابعه ويتحرك ذهباً وايباً وفور ملاحظة لها اتجه نحوها مندفعاً ليتحدث ولكنها سبقته وتحدثت اولاً لتسأل بصوت منخفض متردد " هل أنت الأمير إدوارد؟ هل انت اخي؟" اسرع إدوارد مجيباً بنعم بقلة اكتراث فهو أتى لسبب اكبر اهمية ليردف " انتي ذكية كالعادة عزيزتي لورا، لقد كنت اعرف انكي ستعرفين سريعا، والان لورا لنتحدث بما هو أهم" اقترب منها ليتحدث بصوت هامس " لقد اوشكت خطتنا على التحقق سنأخذ من عمي الذي أخذه منا، سنعيد حقنا" لم تتحدث لورا بشئ فهي لا تفهم ماذا اخذ عمها وماذا يخطط أخيها.

بعدها جلس إدوارد بتعب على احدى مقاعد طاولة القراءة وهو يتنهد ويغطي وجهه بيديه ليقول "لكني خائف لورا... اعلم ان هذه خطتنا منذ وقت طويل.. لقد عشنا لأجل هذا اليوم... ولكني خائف من ان لا تسير الأمور على خير وان ندمر بلادنا ونتركها بلا حاكم كصيد سهل للأعداء... ولكن هل عمي يعد الحاكم والملك الذي تستحقه بلادنا! كلا إنه جشع و احمق و غير مبالي سوى بعرشه.. هل سنعود للعرش فعلاً ونكون نحن العائلة المالكة واكون الملك كما أراد ابي.. ولكن ألم تكن كلمات أبي الاخيرة 'دعوهم يعيشون بأسم الانسانية، فهم أطفال لا ذنب لهم، لن يعودا للقصر فقط دعوهم' ماذا افعل لورا هل سوف يريد الشعب ملك بعين واحدة؟ أخبريني يا اختي" قال جملته الاخيرة وهو ينظر بعينها مباشرة وقد امتلئت عيناه بالدموع وتعابير عديدة تعتلي وجهه

تحدثت لورا دون أن تفكر في الكلمات خرجت سريعاً منها لتقول "إذن اوقف كل هذا و لنعش بسلام"

قهقه إدوارد بصوت عالي فور سماعه ذلك وهو يمسحه دموعه ليقول " لا عليكي اختي فأنا أتحدث مع فاقدة للذاكرة قد نسيت كل شئ.." ليكمل وقد تحولت نبرة حديثه للغضب "قد نسيت كيف مات والدها أمام عينيها وقد نسيت كيف قد فقد اخيها الطفل الصغير عينه ونسيت جشع عمها الذي أودى به لقتل أخيه وعائلته لهوس بالعرش والتاج.." ثم عاد ليضحك بسخريه مكمل " ام انكي بعد ان نسيتي رحل الغل والحقد من داخلكي وامتلئ قلبكِ بحب ذاك الأبله المتيم وليام وقررتي العيش بسلام والان تريديني ان اعيش انا الاخر بسلام بينما قاتل والدينا ايضا يعيش بسلام !؟"

شعرت لورا بالخوف من نبرته الغاضبة تلك واختفت كل ذرة شعور امان داخلها فهي بالأساس كانت خائفة منه، فهي لا تعرف من يكون فعلا فأنهارت بالبكاء دون ان تدرك كطفلة صغيرة تم توبيخها. بعد ان رأى إدوارد دموعها وخوفها وارتعاشها المبالغ شعر انه قد قسى عليها وهي بالفعل تمر بفترة صعبة فحاول تهدئتها ليقترب ويمسح دموعها بكفيه قائلاً " انا آسف، اسف لورا لم اعني ما قلت فعلاً، اسف حسناً توقفي عن البكاء.. أنا قد عانيت كفاية ف لم استطع تحمل كلامك عن العيش بسلام فأي سلام يوجد في حياتي؟ انا مازلت أعاني من الكوابيس حتى الان واستيقظ باكي كالطفل مازالت تلك اللحظة التي فقدت بها عيني تتكرر في منامي واشعر بنفس الآلم حينها" صار إدوارد هو الآخر يبكي فهو متعب للغاية وكان ينتظر ان يستمد القوة من اخته الكبرى كالعادة فهي كانت المخطط دائما ولكن الآن هي الاخرى قد انهارت فاحتضنها وهو يبكي بحرقة وكانا هما الاثنان يبكيان بالرغم من اختلاف سبب بكائهما الا أنهما شعرا بألم بعضهما.

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

ما هو رأيكم في الفصل؟

ما هي انطباعاتكم عن الأحداث؟

آمل أن يكون الفصل قد نال إعجابكم 🤍

ولا تترددوا في مشاركة آرائكم، فأنا حقًا متشوقة لمعرفة كل ما يدور في أذهان قرائي 🤍

روح لوراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن