﴾⑯﴿⚜️

186 7 0
                                    

لم يكن الجو في الحديقة إلا ساحرًا، حيث جلست لورا تحت غطاء خضرة أحد أشجارها، وقف مارتن بجوارها وهو يتأمل الطبيعة الخلّابة، مشدوهًا بحركة الأشجار الهادئة والرياح الخفيفة التي تلوح في الأفق. وفي هدوء اللحظة، كانت لورا تحضر خطتها بعناية، تفكر في كيفية إقناع مارتن بالحديث عن إدوارد، معرفة أنها ستجد فيه مصدرًا ثريًا للمعلومات، فقد كانت تدرك تمامًا أن مارتن لا يمتلك حاجزًا للحديث، بل هو شخص يفتح قلبه بسهولة أمامها.

بينما كانت لورا تراقب مارتن، فتحت الكتاب الذي كانت قد أحضرته معها، ومن بين صفحاتها أخرجت صورة لها مع إدوارد. بدأت تتحدث بصوت مليء بالحنين والأسى، كأنها تحدث نفسها، قائلة: "يا ليتنا نستطيع أن نعود صغاراً". هذا الكلام أخرج مارتن من تفكيره العميق، فنظر إليها بتعجب وقال بصوت متوتر: "عذراً، لم أسمع ما قلتيه، كنت شارد الذهن قليلاً".

أقتربت لورا من مارتن بصورة متعمدة لتعرض عليه الصورة التي استخرجتها من الكتاب، وتابعت بحزن: "كنت أقول يا ليتنا نستطيع أن نعود صغاراً، لقد اشتقت لكل هذا". ظهرت ملامح الحزن على وجه مارتن، فقال بصوت هامس: "يؤسفني معرفة أنكِ لا تزالين تعانين وتشتاقين لطفولتكِ ولسمو الأمير إدوارد".

هذا الحديث جعل لورا تشعر بالدهشة والارتباك، فكيف يمكن لإدوارد أن يكون أميرًا؟ فهل يعقل ان يعيش امير بتلك الحالة المزرية لكن قطع كلام مارتن فكرها،

"لست ألومكِ فكوني كبرت في القصر فأنا كنت اشعر ان عائلتك هي كعائلة لي فهم كانوا متواضعين ولطالما لعبت مع سمو الامير إدوارد عندما كنت صغير وكنت اشعر انه كأخ لي وحين توفى كانت صدمة كبيرة لي"

ومع انتهاء كلام مارتن، اندفعت لورا لتعبر عن صدمتها بأعلى صوتها: "إدوارد يكون أخي؟!"، مما جعل مارتن يرفع حاجبيه موسعاً عينيه بدهشة، غافلاً لبرهة من المفترض أنها تعاني من فقدان الذاكرة، لكنه لاحقًا استعاد تركيزه ليسألها بعفوية: "هل أنت تتذكرين أم لا؟"، فشعرت لورا بموقفها المحرج، لكنها اختارت الصمت لتفكر، ولكن في تفسير خاطئ من مارتن ظن بأنها غاضبة منه، اعتذر بارتباك عن تجاوز حدوده بالحديث بغير رسمية، موضحًا لها أنه قد تذكر أوامر الأمير بعدم ذكر الماضي المؤلم.

و بالرغم من الصدمة، اختارت لورا أن تبتسم لتطمئن مارتن، مؤكدة على ثقتها به وبصدقه، لتقول " لا عليك مارتن لست منزعجة البتة ولك الحق في ان تشعر بالصدمة والحقيقة اني تعمدت الحديث معك لأعرف عن الماضي فأنت الوحيد الذي لا يخبئ شيئا عادة عندما اسئل وانا اثق بما تقول"

ليبادر برفع رأسه بابتسامة، معربًا عن سعادته بثقتها به قائلاً "يسعدني ان اكون محل ثقتكم سموكي"

وفي تلك اللحظة، شعرت لورا بالرغبة الشديدة في التعرف على ماضيها وماضي إدوارد، فقررت الانطلاق نحو المكتبة لمحاولة التواصل مع إدوارد، رغم شعورها بالخوف من مواجهة الحقائق المحتملة حول إدوارد وهويته الحقيقية. مما سمعته يجب أن يكون ميتاً بالفعل فهل هو حقاً يكون الأمير إدوارد اخيها أم يستغل فقدان ذاكرتها!

______________________________


ما هو رأيكم في الفصل؟

ما هي انطباعاتكم عن الأحداث؟

ما قصة الأمير إدوارد؟

آمل أن يكون الفصل قد نال إعجابكم 🤍

ولا تترددوا في مشاركة آرائكم، فأنا حقًا متشوقة لمعرفة كل ما يدور في أذهان قرائي 🤍

روح لوراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن