ينزل الليل ستائر ظلامه في الارجاء والقمر بدراً يتوسط السماء بينما لورا تتمشى وحيدة في حديقة القصر بعد ان عجزت عن النوم فعقلها لا ينفك يفكر بكل ما حدث في الماضي وكيف أن معرفتها بذلك الماضي جعلت من كل شيء يبدو أوضح.
اصبح كل شيء واضح، بداية من سبب تجنب وليام الحديث عن ماضيها الى حديث الخدم وهمسهن أنها تنتقم فحسب الى انزعاج وليامينا منها الى تصرفات عمها الغريبة واخيراً الى فقدان ذاكرتها وغيبوبتها.
ولكن تلك ليست الحياة التي انتظرتها حين استيقظت و وجدت نفسها اميرة وخطيبة ولي العهد، لقد ظنت فحسب انها واخيراً ستحظى بحياة مريحة.
ولكن على ما يبدو فأن حياتها هنا عصيبة للغاية. وراحت تشعر بالشفقة على لورا وما عاشته تارة ثم تارة تشفق على نفسها انها هي أصبحت لورا وتعيش حياتها. فراحت تحدث نفسها بصوتها الداخلي " يالك من مسكينة لورا لابد انكي لم تعيشي براحة بعد ما حدث لوالديكي وبقيتي طوال تلك السنوات تعيشين مع قاتلهم ونار الانتقام تستعر داخل قلبكِ وتحرق روحكِ ولا تدرين كيف الخلاص منها حقاً، فأنتي خطيبة وليام ابن القاتل خطيبة ذاك الرجل الذي احبكي بحق بعيداً كل البعد عن جشع ابيه، ولكنكِ مضطرة لهدم عالمه بلا رحمة كي تطفئ نار الآلم داخلي التي تحرقكي منذ سنوات. يالي من مسكينة أنا الأخرى فكيف انتهيت اعيش حياة تلك الأميرة تعيسة الحظ، إم ان الجميع في الحقيقة تعساء الحظ ولكن انا من كنت ساذجة اعتقد ان هناك سعادة مطلقة !! "
تتنهد لورا بحسرة وتعود لتفكر " كيف انتهى ذاك الحلم الوردي بأني اميرة فاتنة الجمال وخطيبة ولي العهد الوسيم المتيم بحبي بهذه الطريقة التي تشبه الكوابيس، اشعر بالاختناق فأنا أتحمل عبء كبير كوني الان يجب ان اكمل مسيرة لورا بالانتقام، يجب ان اتجسس على وليام او كما يصفه إدوارد "ذاك المتيم" واطيحه عرش والده وعرشه المستقبلي بالرغم من أنه من أنقذ حياتي! "
قاطع شرود لورا صوت مألوف لتفت وتجد الملكة والدة وليام تطبطب على كتفها وتقول "ما بكي عزيزتي لورا اراكي تحملين هموم بحجم الجبال على ظهركي، هوني عليكي ما الأمر؟"
هزت لورا رأسها نافية لتجيب " كلا انا بخير جلالتك"
ابتسمت الملكة برفق لتقول " كلا لستي كذلك لورا، انا اعرفكي منذ كنت صغيرة وتربيت مع اطفالي، أستطيع بمجرد النظر لعينكي ان ارى الحزن والإرهاق فيها، ما الذي يشغل بالكِ"
نظرت لورا للملكة و للطفها وتتسائل داخلها " يا ترى هل تعرفين بأن زوجكي هو قاتل والداي أم يا ترى هل انتي الاخرى شاركتي بذلك ؟ هل أستطيع أن أقف بقربكي و اشعر بالراحة ام علي ان أحذر ولا اغفل طرفة عين!؟"
قاطعتها الملكة نظرت لورا التي طالت والصمت عم الارجاء لتقول " لن اضغط على عليكي يا ابنتي ولكن ان اردتي الحديث أو كان هناك من ازعجكِ فأخبريني فحسب ولا تحملي كل شيء وحدكي" مضت الملكة تتمشى بعيدا لتعود للقصر ولورا تراقب ظلها يتلاشى وتفكر " بالطبع هذا ما احتاجته لورا دائما، شخص تستطيع ان تفتح لها قلبها وجراحها وتخبره بكل ألم داخلها ولكنها لم تستطيع حتى أن تخبر خطيبها فكيف تقول له انها هنا لتنتقم! وهل سيصدق ما ستقول عن والده! فكان عليها فحسب أن تحمل كل شيء وحدها للأبد"
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
ما هو رأيكم في الفصل؟
ما هي انطباعاتكم عن الأحداث؟
آمل أن يكون الفصل قد نال إعجابكم 🤍
ولا تترددوا في مشاركة آرائكم، فأنا حقًا متشوقة لمعرفة كل ما يدور في أذهان قرائي 🤍
أنت تقرأ
روح لورا
Romanceفي احدى ممرات القصر الواسع تجمعت الخادمات ليتحدثن عن الشائعات التي انتشرت كالنار في الهشيم همست احدى الخادمات وهي تتسأل بعينان تكاد تخرج من مكانها - أحقاً الاميرة لورا استفاقت بعد عام من غيبوبتها لتجيب اخرى بهمس خافت - اجل يقال انها فقدت ذاكرتها أ...