الخطبة

1.1K 31 0
                                        

هل كل هذا الصراخ في عقلها فقط ؟ والا لما كان جميع الحظور ينظرون اليها في هدوء منتظرين توضيحا منها !
خادم ! عامل بفندق ! صدمة ألجمت جميع من يعرف هازان
هازان التي رفضت ابن خالتها المهندس لأنها لا تريد ان تسكن في شقة فوق خالتها، ورفضت ابن خالها الموظف الحكومي لأنها لا تريد موظفا كأبيها ولا تريد ان تعيش كما عاشت أمها ورفضت ابن عمها المقيم بألمانيا لانها لا تريد ان تتعذب في بلاد الغربة ولا ان تتعلم لغة صعبة
وآخرين من جيرانهم ومعارفهم كان سبب رفض هازان دائما بسبب ظروفهم المادية أو أسباب واهية تختلقها حينذاك ..
فعادي ان يتعجب الجميع عندما يتقدم لها عامل بفندق وتفكر في عرضه بل ويتبدلان القبلات في غرفة بفندق
وذهب الهدوء وبدأت الهمهمات والملاحظات الساخرة
" لانها تتقدم نحو الثلاثين "
" منذ اكثر من سنتين لم يتقدم احد لخطبتها "
" اتكون سلّمت له نفسها ! "
" ربما عامل، ولكنه طويل ولديه جسد رياضي، اكيد قد أخطأت معه والا مستحيل ان تقبل به هازان "
لم تخجل هازان يوما في حياتها ! لكنها خجلت اليوم، خجلت من افتراءاتهم وملاحظاتهم !

تعرف ان الجميع يغار منها ومن جمالها، لكن لم تفكر يوما ان تتحول الغيرة الى حسد وبغض وسوء ظن يمس شرفها وأخلاقها !
ولكن ما أحزنها أكثر هي نظرات الانكسار والخجل في عيني والديها، لماذا يحزنون بسبب ملاحظات جماعة تغير من ابنتهم؟ لماذا يُعطون كل هذه الأهمية لآراء الناس ! أجل ربما تكون هازان قد رفضت ثلاثة وأربعين عريسا لكنها لم تقترب بعد من المئة ! ألا يقال أن البنت يخطبها مئة ويتزوجها شخص واحد ! هل لاموا تلك الفتاة ايضا لرفضها المئة رجل !!

انتهت التعليقات الساخرة عن عمر هازان وعن مهنة المتقدم لخطبتها لتتحول لتهكمات، طريقة وجدتها هازان لتسرق الأنظار من العروس، هكذا استنتجوا مجددا أنها تغار من تلك القصيرة السمينة !
اصبح الجميع يواسي سارة وهي تقول
" بسببها خَرِب عرسي ! لطالما غارت مني لأنني تزوجت قبلها ! "
سمعت صوتا ساخرا يقترب بينهم
" ما كان عليكِ أن تستدعي والديها وأخاها ! لكنّك أردتِ فضحها والآن عندما صارت الانظار كلها منصبة عليها تتهمينها بخراب عرسك ! "
نظرت سارة بلؤم لياسمين، زوجة جوهكان التي لا تحب أحدا من عائلة زوجها ولا يُحبها أحد، ربما لأنها تقول الحقيقة دائما ! والناس لا يحبون سماع الحقيقة ! يريدون فقط ان نجاملهم حتى لو كان كذبا ونفاقا !

تمكنت ياسمين بعد ذلك من افراغ الغرفة، ارسلت فريقا منهم الى قاعة الفرح، وتركت العروس مع وصيفاتها لترتدي فُستانها الثاني وعندما ارادت ان تساعد هازان، انتفضت الاخيرة وهي تبحث بعينيها عن ذلك الغريب الذي تبخّر !
لماذا لم تنتفض وتدافع عن نفسها، بل ولم تطرد الجميع من الغرفة لتستطيع محاسبة هذا الغبي على تقبيلها ! لا تزال غاضبة من فعلته ! من اغتصابه لفمها بهذه الطريقة القذرة ! ولا تزال غاضبة لأنها لم تقل الحقيقة ! لماذا لا تخبرهم بما حصل ! بأنه غريب دخل الغرفة عنوة ثم قبلها غصبا عنها ! لماذا لا تترك أخاها يبرحه ضربا عله ينتقم لها منه !

فتاة بطعم العُليقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن