خطبتك الأسبوع القادم

720 35 11
                                        

كم تمر الايام بكل بطيء في هذه المدينة الباردة، اليوم تستضيف السيدة كريمة عضوات الجمعية عندها، الحياة النمطية لسيدات المجتمع الراقي، اقترحت هازان ان تجهز لهم بعض الحلويات، لم توافق كريمة في بادئ الامر لكن بعد اصرار من هازان استسلمت، ستقول الان انها سيدة حلوة المعشر لماذا ياغيز لا يطيقها اذن ! ربما هي تنافقها ! ولكن لماذا ؟ عالعموم لا يهم لان هازان سترحل! فكرة بقاءها كانت سخيفة ! ستقنعه بالتأكيد ان يمضي على الاوراق ويتركها ترحل، خصوصا وقد ادرك كليهما ان لا كره ولا حقد قادر ان يحل في قلبيهما ، ما ان يلتقيا وتتشابك نظراتهما حتى تثور مشاعرهما !

استقبلت مع السيدة كريمة ومع ايجه الضيفات، سخرت بعض النسوة من أن تحضر لهن هازان الحلويات بيديها وقلن لماذا وُجد الخدم اذن، لكن عندما انبهرت زوجة وزير الصحة وابنتها بما جهزته هازان واخبرتها السيدة زينب انها هي ايضا تعشق الطبخ تغيرت الاراء بشكل مفاجئ واصبحت تتلقى المجاملات، عن هذا التملّق تحدث ياغيز اذن !
تركتهن تتناقش في امور جمعيتهن وخرجت تتمشّى في الحديقة، لحقتها بشرى مترددا اولا ثم تشجعت وقالت لها
" اليوم كان لدي وقت فراغ واردت ان اساعد امي، انهن يساعدن نساء بلدنا اللاتي تعرضن للتعذيب، انها فعلا جمعية فعالة ! "
ابتسمت هازان ولم ترد ولكن الشابة المرتبكة قالت فجأة
" بل اتيت لاراك ! لأعتذر عن الطريقة المغفلة التي تحدثت بها معك في المطعم ! "
ابتسمت هازان وجلستا على الطاولة بالحديقة واخبرتها بشرى
" تركيزي مع الخطبة بدأ يتحوّل الى هوس، هذا الامر يجعلني غبية ! انا اعرف ياغيز منذ سنوات، لن اكذب واقول انني لم أعجب به ! لكن لن احب شخصا حبا سريا لسنوات ! لقد كان اعجابا بمسيرته الدراسية، نجاحاته المهنية، وسامته ! لا انكر انه شخص تحلم به كل فتاة "
تذكرت هازان لقاءهما الاول وكيف اخبرته انه ليس حلم اي فتاة، لو عرفت كما تقول بشرى مسيرته واصله هل كانت ستغير رأيها، ممكن، لكنها تتذكر انها كانت غاضبة منه جدا الطريقة التي تعرفا بها وتقبيله اياها جعلاها لم ترى لا وسامته ولا هيبته !
اكملت بشرى
" ثم تخطيت الفكرة عندما عرفت أنه كان مرتبطا بجيرين ! "
صاحت هازان
" ماذا ؟ جيرين ! لا يُعقل ! "
انها شاهدة زواجهما، حبيبته السابقة شاهدة زواجهما ..
فسرت بشرى ردة فعل هازان على أنها دعوة للنميمة فقالت لها
" أتعرفينها ؟ اجل تصاحبا لمدة ثم انفصلا ولكن بقيا صديقين ! تقول جيرين لان عقليّتهما مختلفة عنا لذلك لا نفهم ! هما درسا وعاشا بأمريكا ! "
ضحكت هازان كيف قلدتها وسألتها
" ألم تدرسي بالخارج انت ايضا ؟ "
" لا انا لا استطيع الابتعاد عن امي ! ثم ابي سيتعرض لحملة ان درّس اولاده خارجا سيكتبون عنه ترضى لشعبك ما لا ترضاه لأبنائك ! "
ضحكتا واخبرتها هازان انها هي ايضا متعلقة جدا بأمها، سألتها بشرى ماذا درست فقالت هازان بخجل انها لم تتحصل على الثانوية وعكس الذي توقعته لم تبد بشرى ردة فعل غريبة كالتي رأتها من جيرين او من حازم وقالت لها
" هذا لا يستنقص منك عزيزتي ! ربما في ذلك الوقت لم تكتشفي بعد موهبتك ! أتعرفين لقد تذوقت حلوى لم اتذوق الذ منها في حياتي ! لو كان بيننا شيف اقسم انه سيشغلك معه حتما ! "
نظر اليها هازان بلا تصديق
" لا تبالغي ! "
" اقسم لك لديك نَفس يجعل كل ما تخرجين من يديك لذيذ ! "
فرحت هازان وشعرت ان لها قيمة، وفكرت في كلام بشرى
" علي ان اعود للمستشفى ! اردت ان اراك ! والان سأعود لأعمل مع خطيبي الذي لا يعرفني ! "
سألتها هازان عمّ تقصد فقالت لها
" أنا ايضا لا افهم هازان ! السيد حازم حدد موعدا من اجل طلب يدي ! ولكن ياغيز لم يكلمني في الموضوع حتى الآن ! لازلت اذكره باسمي كلما التقينا تصوري ! انا حقا لا مرئية بالنسبة له ! كم هذا مخجل ! "
توقفت هازان عن الاستماع اليها وهي لا تصدق ان موعد الخطبة بعد اسبوع، ايام وتطوى صفحات هازان ليبدأ ياغيز حياته مع بطلة جديدة ، لن تتحمل رؤية هذا ! اليوم ستنتهي هذه القصة !
طلبت منها ان تأتي معها ، وصلتا المشفى وعندما سألت عنه اخبرتها الممرضة انه في غرفة العمليات ، انتظرته في مكتبه بينما ذهبت بشرى لتبدأ مناوبتها ..

فتاة بطعم العُليقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن