اغلق باب الغرفة وراءه واتكأ عليه يفكر، هل يصدق قلبه، فيبقى ام يُصدق عقله ويعود الى اسطنبول حيث تنتظره زوجته، كيف ستتحمل هازان العيش مع هؤلاء الخبثاء، إنها رقيقة لا تتحمل كلمة تؤلمها فهل لها القوة لتواجههم وتعيش وسطهم، ان كان هو لم يتحمل واختار الرحيل فكيف ستتحمل هي !
هازان التي لم يخبرها ابن من يكون، كيف ستتقبل الحقيقة، ستغضب وستُجرح، ليس غبيا لكي لا يدرك تغيّر حالتها عندما عرفت انه درس بأمريكا، ولكن عندما تجاهلت هي الأمر اختار تجاهله ايضا، وربما تُسر، تذكر حالتها عندما أخبرها بأنه طبيب، عاد ذلك النفور ليشعر به وهو يجد نفسه مجددا داخل قوالب لتحدد من هو وما قيمته في نظر الذين حوله، رسمها المجتمع واجبر الجميع على التعامل بها، فلم يعد يُقيّم المرء على أخلاقه ومعاملاته بل أصبح يُقيّم حسب شهادته ورصيده البنكي ..
تجاهل كون هازان لطالما ارادت زوجا غنيّا، لا يمحي الحقيقة، هو فقط يجعله يواصل العيش في وهم رسمه وصدقه، أن تحبه هازان لشخصه، هاهو يعترف انه يفضل ان تغضب هازان الف مرة على ان تتقبل الحقيقة برحابة صدر، ستغضب وسيراضيها ثم يقنع قلبه انه لم يُخطئ في الاختيار كما نقول له جيرين دائما ..
اقترب منه حليم وقال
" سيد ياغيز، لقد أمرنا حازم بيه ان نحظر السيدة هازان ! "
نظر اليه ياغيز بدون فهم وقال
"اليوم ؟ أفضل ان اذهب انا أوّلا لأتحدث معها مسبقا واشرح لها .. "
لم يكمل كلامه فقد اقتربت منهما ممرضة تُخبره عن ان غرفة العمليات جاهزة، احتاج ثواني ليتذكر ان اليوم برنامجه مكثف، فلم يخسر والده وقتا وأعلن في كل مكان عن عودته ليقبل المرضى من كل صوب الى طبيبهم الشاب الذي يثقون به ويسلمونه قلبهم دون ان يرف لهم رمش..
وافق على مضض ان يذهب حليم ليأتي بهازان لكنه اصرّ ان لا يُخبرها بشيء وان لا يجعلها تقابل أحدا من أهله أو معارفه، على ياغيز أن يتحدّث معها أوّلا ..
وقبل ان يدخل غرفة العمليات ارسل رسالة لهازان ليُعلمها بالقادمين ..
خرج من غرفة العمليات آخر النهار، كانت العملية متعبة وطالت مع بعض المضاعفات ولكن اهم شيء انها نجحت وان المريض لا يزال على قيد الحياة، تحدث مع اهل المريض وطمأنهم وتقبّل الأحضان بابتسامة عذبة ثم استأذن عندما لمح حليم يراقبه اخر البهو، اقترب منه وقد نسي تعبه وهو يعرف انه سيقابل هازان بعد دقائق ارتسمت لا اراديا ابتسامة عريضة عاى وجهه ولمعة مُشعّة في عينيه وقال وهو مُتلهف للقائها
" أين هي ؟ "
أخبره انها تنتظره في غرفة خُصّصت لأجلها في طابق والده، وبينما هو يتوجه نحو الغرفة اوقفه حليم وقال له
" والدك تحدث معها !"
تبدّلت ملامح ياغيز فجأة وغزاها الخوف وقال باضطراب
" ألم أخبركم أنني سأتحدث معها أوّلا !"
كان حليم متأسفا وهو يخبره أنه لم يستطع اقناع والده، ورغم وضوح طلبك فوالدك أصر ان يراها، لم يعتقد حليم في بادئ الامر ان مقابلة الحما لكنته قد تكون بهذا السوء لكن بعدما رأى حالة الفتاة وهي تخرج من غرفة السيد حازم، أدرك انه ارتكب خطأ عندما وافق، سأله ياغيز بصوت مرتعش عم حدث فأخبره الرجل الوفي انه لا يعرف لكن الفتاة وهي تعود لغرفتها كاد أن يُغمى عليها ..
أنت تقرأ
فتاة بطعم العُليق
Любовные романыهازان الفتاة المغرورة، تتغير حياتها بسبب صدفة غريبة جداً، حيث تلتقي في فندق فخم برجلٍ لا تطيقه، لكن الأقدار تجمعهما دائماً.
