لم تكتفي أمها بأن اجبرت الجميع على استقبال ممدوح ووالدته، بل اجبرتها ايضا ان تخرج معه وتتغدى معه ليتعرفا على بعضهما ..
ولتضمن فضيلة ان تحصل الأمور كما خططت لها، لتضمن ألّا تثور هازان، ظلت طوال أسبوعين تخبرها كم أن ممدوح هو فرصة لا يجب عليها أن تضيعها، انها تتقدم نحو الثلاثين، لن يتقدم لخطبتها شباب بعد الآن، بل ومالذي تريده هازان من شاب غير ناضج، ممدوح ميسور الحال ويعرف ماذا يريد، هو يريد هازان .. وقد وعدها بهدايا وسفر وحياة مريحة ..
وكيف لا تقتنع هازان بكلام أمها والجميع يفكر مثلها، مرت سنتين منذ ان تقدّم آخر خاطب لهازان، وكل من تقدّموا لها لا يرضون غرورها، كلهم بأوضاع ماديّة لا تُرضي هازان ولا تُعجبها
اما أجير، او لا يملك وظيفة قارة او يريد ان يتزوجا ويعيشا عند أهله ..
لذلك اصبح ممدوح المطلق والأب لطفلين هو الفرصة الفرصة الوحيدة لتكون هازان عائلة، بل هو نجاتها..
اليوم حدّد موعد تلبيس الخواتم، غدا مساءا، فممدوح ميسور ولا يحتاج وقتا ليوفر شقة او يجهز عرسا، هو مستعد للزواج فورا..
خرجت معه هازان اليوم لاختيار الخاتم الألماس الذي سيلهيها حتى موعد الزواج، وخرجت معهما أمه وأمها ..
لم تقرف هازان في حياتها كما قرفت هذا اليوم، نكتٌ سامجة وتعليقات سخيفة وضحكة تخرخر كسيارة قديمة ..
مبالغة في اظهار الثرى امام الجواهريّ كأن يقول
" سنشتري أغلى ما عندك ! "
او تقول أمه " نريد أثقل من هذا ! نريد عيار ٢٤ ! "
لم تكن سعيدة وهي تجرب الخواتم الألماس التي حلمت طوال حياتها بلبسها ! اي نعم تريد الثرى، لكنها لا تريده مع ممدوح !
ولكن كلما تلاقت عينيها بعيني امها دار حوار صامت
أنا لا اريده !
انه نجاتك ! فرصتك الوحيدة !
فتطأطأ هازان رأسها وتجرب خاتما آخر..
بعد ان اشتروا أغلى خاتما أخذهم ممدوح بسيارته المرسيدس ليشربوا قهوة في أحسن مكان في اسطنبول، لكن الأمّين تحجتتا بالتعب وفضلتا العودة لترك الخطيبين على انفراد ..
كانت هازان تنظر اليه وهو يتحدّث بصوت عالي، واحيانا يتطاير رذاذ لعابه ، ومع ذلك كانت تمعن النظر، تريد أن تتعوّد على هذا الشكل وهذه الحركات، أطالت النظر الى فمه، الى اسنانه المعوجة والى شاربه الذي يغطي شفته العليا، فكرت كيف سيكون طعم قبلته، هل ستسطيع التجاوب معه، تذكرت تجربتها الوحيدة مع القبل، الغريب الذي قبلها قبل ثلاث أسابيع، رغم انها غضبت منه لانتهاكه شفتيها الا انها تعترف الآن ان ملمس شفتيه كان ناعما وطريّا !
وضعت يدها على شفتيها بدون ارادة تتلمس آثار شفتيه علها تُسجلها في ذاكرتها، لأنها تدرك الآن انها ستكون الذ قبلة تحصلت عليها، تأكدت من ذلك وهي ترى ضحكة ممدوح الكريهة ..
طوال جلوسهما لم تخرج كلمة من شفتي هازان، ومع ذلك لم تمر لحظة صمت، لم يتوقف ممدوح عن الحديث عن نفسه، عن تجارته المزدهرة، عن ثروته وعن حظ هازان لأنها ستكون زوجته ..
ثم فجأة وضع يده فوق يدها، أخذ يدها بين يديه الاثنين، محاولة منه للتقرب منها، محاولة أجفلتها وجعلها تجذب يدها بسرعة كأنها صعقت..
أنت تقرأ
فتاة بطعم العُليق
Romanceهازان الفتاة المغرورة، تتغير حياتها بسبب صدفة غريبة جداً، حيث تلتقي في فندق فخم برجلٍ لا تطيقه، لكن الأقدار تجمعهما دائماً.
