وصلت أخيرا الى بيت اهلها، لن تبالغ ان قالت انها عاشت اصعب يومين بحياتها ، بعد تهورها وتقربها منه تلك الليلة ، اكتشافه انها ترغب به مثلما يرغب بها جعله يضعف، سيطرت عليه تلك الفكرة لدرجة لم يعد يسيطر على نفسه، كل حركة، كل تحيّة، كل نظرة كانت تجعل حالتهما تتغيّر،
هل "صباح الخير" تجعلكَ ترتبك ويحمر وجهك وتتسارع دقات قلبك ؟ هذا ما حصل مع هازان عندما سمعته يحييها تحية الصباح لتعود بذاكرتها الى ليلة البارحة عندما ناداها بصوته الابح المثير..
نظر اليها فرآها تحمل حقيبتها وتستعد للرحيل، ارتبك وقال
" هل تهربين ؟"
هل يتهمها انها الوحيدة التي تشعر بهذا الانجذاب، التفتت اليه وصاحت بغضب
" لماذا اهرب ؟ ومم أهرب ! هل قُمتُ بأمر مخجل لأهرب ! "
رفع يديه مستسلاما، لم يعد يستطيع مجابهة غضبها، وعوض ان يستمع لصوت عقله ويتركها تخرج او تهرب كما خططت، اقترب منها وطلب منها ان يتحدثا فورا ويحلا مشكلتهما فورا! وكأنه قد اخرج اسدا هائجا من قفصه، اضطر بعدها ليحاصرها ليجبرها على الحديث ..
كانت واقفة بينه وبين الحائط لا يفصل بينهما الا ميليمترات، تكاد تشعر بنَفَسِه على شعرها، قال ياغيز وكأنه لم يذرك بعد هذا القرب الشديد بينهما
" أعتذر هازان من كل ما قلته تلك المرة، اقسم انني .. "
قالت بسرعة عله يقتنع ويبتعد عنها
"سامحتك .."
" لا لم تسامحينني اعرف ذلك جيدا، لديك الحق في ان تغضبي فكل ما قلته بشع .."
فجأة توقف عن الحديث، بحث عن عينيها التي تبعدهما عنه وادرك انه وضع نفسه في موقف لا يُحسد عليه، توقف الزمن ام تجمدا مكانهما، لا يدري، لا يدري كيف ومتى استطاع الابتعاد ولا كيف اخبرها ان تنتظره ليحزم حقيبته ويعودا ..
طوال الطريق كان الصمت رفيقهما، انشغل كل منهما في صراعه مع عقله
سألها كأنه يقوم ببروتوكول يومي اجباري ماذا تريد ان تفعل اليوم وأخبرته انها ستقضي اليوم عند أمها، وبعد صمت لحظات سألته
" وانتَ ؟ "
اجاب دون ان يحيد نظره عن الطريق
" سأرى جيرين !"
ما ان دخلت البيت حتى وجدت فوضى، امها تركض من مكان الى مكان وجوهكان يستعجلها وامينة تحاول اسكات الصغيرة ميليسا التي اصابها الخوف فلم تتوقف عن البكاء.
ما ان استطاعتا تهدئة الصغيرة،حتى أخبرتها أمينة أنهم اكتشفوا ان قدير ابن خالتهم شريفة تزوج بزوجة سريّة، منذ أربع سنوات، اصاب هازان الدهشة وسألتها
" ماذا ؟ هل هوليا علمت !"
" اجل، أخذت ابنتيها وذهبت الى بيت والدها، وخالتي نقلوها الى المستشفى بعد ان أغمي عليها ! "
عادت امهما أخيرا من المستشفى بعد ان اطمأنت ان اختها بخير، جلست فورا وطلبت من ابنتها كأس ماء ثم اخبرتهما بتفاصيل ما حدث
كانت فضيلة تضرب على ساقها وهي تقول
" أربع سنرات ! اربع سنوات لم تكتشف فيهما ان زوجها على علاقة بغيرها !"
قالت امينة
" هوليا المسكينة ! من يدري بما تشعر الآن ! "
" مسكينة اذن !؟ لماذا لم تُحافظ على زواجها !"
دخلت ياسمين وقد كان اليوم الذي تنتهي مبكرا من عملها واجابت حماتها فورا فقد سبق واتصلت بهازان التي أخبرتها بما حصل
" لن تضعي الحق عليها ! هو من خانها !"
نظرت اليها حماتها بغضب وقالت
" وهي من لم تترك له حلا اخر !"
ضحكت ياسمين من اجابة حماتها التي تقف دوما بصف الرجل بينما سألتها أمينة عم تقصد، وبعد اصرار قالت لهن فضيلة ان هوليا لا تتركه يلمسها منذ سنوات، صاحت أمينة مندهشة بينما نظرت اليها هازان بخوف، أما ياسمين فواصلت استفزاز حماتها وقالت وهي تأخذ ابنتها من يدي أمينة
" لا أصدق! هذا ما يقوله الرجال لتبرير خياناتهم ! رفضته مرة او مرتين فذهب لغيرها ! ثم ان ابن اختك عينه زائغة حماتي العزيزة !"
نظرت اليها فضيلة مطولا ثم قالت
" ألن تذهبي لاحضار ابنك من المدرسة !"
ابتسمت ياسمين وهي تضع ابنتها لتلعب على الارض وخرجت بينما تمتمت هازان
" انها محقة ! "
" لا ليست محقة ! قدير اخبر امه انها لا تتركه يقترب منها ! لماذا ! الم يتزوجها من اجل هذا ! عندما وافقت وتزوجت الم تعلم ان العلاقة مع زوجها واجب عليها، كم شرطت ام هوليا عندما تقدمنا لطلبها، اسوارتان وخاتم وسلسلة ذهب واشتغل وقدم لها كل ما طلبته وزيادة، ثم اذا اقترب منها بعد ذلك اه انا متعبة، اه لا مزاج لي اليوم ! ابنتي زوجك يرى النساء امامه طوال اليوم، ان لم تهتمي به وتمتعيه انت طبعا سيذهب لغيرك .. "
طوال كلام فضيلة، كانت هازان تتعرق وكأن الكلام موجه لها، استطاعت امها ان تجعلها تشعر بالتقصير دون ان تدري ..
ارادت ان تبتعد عنه لكي لا تفكر في تلك المسألة ولكن ماذا وجدت !
أنت تقرأ
فتاة بطعم العُليق
Romanceهازان الفتاة المغرورة، تتغير حياتها بسبب صدفة غريبة جداً، حيث تلتقي في فندق فخم برجلٍ لا تطيقه، لكن الأقدار تجمعهما دائماً.
