عاد السيد حازم الى بيته بعد ان تعافى واسترد القليل من صحّته، لم يُسرّ ببقاء هازان لكنه لم يُعارض، فهو تحت رحمة ياغيز، لن يخاطر بمعارضته خصوصا وقد كان يدور في المشفى كقنبلة موقوتة، سيقبل ويصمت حتى تتم الخطبة والشراكة، اعترف لحليم انها اذكى مم كان يظن، فلم يتوقع ان يقبل ياغيز بسهولة هذه الزيجة التي تنتظره، لا يعرف مالذي حصل بينهما، ولكنه استنتج ان ابنه تغير، لم يعد يستطيع التنبأ مالذي قد يفعله، فقد تغلغل فيه التمرد والعصيان ونسي الطاعة التي اتبعها طوال سنين حياته ..
اتصل به ياغيز اليوم ليستشيره في بضع القرارات، لم يكن ليوافق عليها عادة ولكنه مضطر لقبول كل ما يقترحه، تخفيض في سعر الادوية الى النصف، ستنجح وستعود مبيعاتهم، سيقل ربحهم ولكن لن يقفل مصنع الادوية، لقد استطاع اذن انقاذ المصنع والشركة والان عليه ان يعيد اسم المستشفى الى مجده ولكن لا ينكر انه يسعى، يصحو وينام في المشفى بين عملياته واجتمعات المدراء للخروج من الازمة، يفعل كل شيء من اجل ان لا يضطر ان يتزوج من ابنة الوزير ..
سخر الاب، وكأنه سيضيع زيجة تدر عليه مصالح كهذه ..
دخلت كريمة الو الغرفة، لسبب يجهله أحبت زوجته هازان، لم يتوقع ان تُعجب كريمة التي لا تحب غير نفسها وابنها بصديقة ربيبها، ولكن منذ ان تعرّفت عليها وهي تبالغ في مدحها ..
لا يحتمل وجودها، لن يرتاح الا بعد ان يتم الطلاق وترحل قبل ان يعرف احد هويّتها الحقيقية، أخبره حليم عن ضعف ياغيز تجاهها، يعرف ابنه جيدا، فهما حدث بينهما، لن يغضب منها الى الابد، سيشتاق وسيسامح، انه كأمه عندما يحب يضحي بحياته من أجل حبيبه، مثلما اعطته سيفينش من قبل قلبها ومالها وكل ثقتها، ولم يرد لها سوى الخيانة والحزن ..
قالت كريمة
" عيب ما يفعله ابنك في حق ضيفته، منذ ان اتت لم يأتي للعشاء معنا ولا ليلة، لم يستقبلها بشكل لائق، لم يجولها في المدينة حتى ! الفتاة لا تترك الغرفة ! ما هذه التصرفات ! "
وقفت تعدل الستائر وتعلق على قلة احترافية خدمهم ثم عادت لتتحدث عن هازان
" سنان لم يُقصر، يحاول ان يمضي معها وقتا، عرض عليها ان يتجولا ولكنها ترفض لكي لا تجرح السيد الذي لا يتواضع ويقابلها !"
" من السيد المتكبر الذي تتحدثين عنه، أخمّن أنه أنا !"
دخل ياغيز الغرفة وهو يحمل بعض الملفات، فأعادت عليه كريمة ان تصرفاته تجاه هازان غير لائقة، تمنى الاب ان لا يسمعها بل ويعاندها كما جرت العادة وقال دون ان يخفي استياءه من قدومه الى القصر
" لماذا أتيت؟ "
فهم ياغيز سؤال والده وقال له انه اعطاه كل شيء الا حق التوقيع، لذلك هو مضطر ان يعود الى بيته احيانا ..
اجابه والده وهو يمضي على اخر قراراتهم
" لو اعطيتك حق التوقيع لحوّلت المستشفى الى مستشفى خيري !"
ابتسم ياغيز واقر انه محق! قد يفعل ذلك بكل سرور ..
كان على وشك الخروج عندما لمح من نافذة الغرفة هازان تتمشى مع سنان في الحديقة ، فقال بغيرة واضحة
" مالذي تفعله هازان مع سنان ؟"
اجابته كريمة
" بدل ان تغضب اشكر اخاك لانه يهتم بضيفتك التي تُهملها انت ! "
دعا والده سرا ان تصمت لكن كريمة واصلت
" منذ ان اتت وسنان يحاول ان يهتم بها ! "
خرج فورا وذهب اليهما وسأل بغضب
" مالذي تفعلانه معا ؟ "
استغرب سنان من غضب ياغيز اللامبرر وأجابه
" نقضي وقتا معا هل هذا ممنوع ؟ "
نظر ياغيز الى هازان بغضب ولكنها لم تعطه اهميّة وطلبت من سنان ان يواصلا تجولهما، راقبت كريمة ما جرى من النافذة وفي نفس الوقت تنقل له ما يجري، وفكر حازم هل غضبهما من بعضهما هذا سينفعه وسينفصلان ! ام سيزيد من شرارة حبهما يخرب كل خططه !
أنت تقرأ
فتاة بطعم العُليق
Romanceهازان الفتاة المغرورة، تتغير حياتها بسبب صدفة غريبة جداً، حيث تلتقي في فندق فخم برجلٍ لا تطيقه، لكن الأقدار تجمعهما دائماً.
