لقاء أوّل و .. قُبلة

1.8K 36 6
                                        

جسد فاتن ووجه متناسق لا يحتاج لزينة حتى يسرق كل الأنظار نحوه،فستان أُختير تصميمه بعناية لينسدل على القوام الرائع ليظهر مفاتنه ،
ابتسمت بغرور وهي تنظر لنفسها بمرآة الفندق وتتذكر عيون الرجال التي راقبتها بإعجاب طوال السهرة قبل ان تتحول نظراتهم الى ندم عندما يلتفتون ليروا زوجاتهم بجانبهم، لكن نظرة واحدة ارضت غرورها، ابتسمت بسخرية وهي تتذكر نظرات العريس القصير الأقرع اليها ونظرات عروسه الغاضبة عندكا  لاحظت نظراته الولهانه، غبية ابنة خالتها العروس لتقارن نفسها بها !

هازان السمراء الفاتنة من اجمل فتيات العائلة ان لم تكن أجملهنّ، أبدع الله في خلقها، كان طولها يبلغ مترا واثنان وسبعين سم، لم يكن طولا مبالغا فيه بل جعل من جسمها كاملا، كانت تنظر الى الجميع من فوق! ألا يمنح الطول هيبة ! طول هازان منحها غرورا وعلوّا، فكانت ترى جميع الناس تحتها، كانت بشرتها بيضاء كالحليب مع حاجبين سوداوين وشعر اسود كالليل تتركه منسدل على ضهرها لتحسدها عليه كل بنت او امرأة تراها،  كانت كل بنات العائلة تغار منها ويُعددن فشلها كي يُثبتن انها ليست أحسن منهن في شيء، فهي لم تنهي دراستها ولم تشتغل يوما في حياتها وهاهي على مشارف الثمانية والعشرين ولم تتزوج بعد..

تأففت هازان وهي تتقدم نحو المصعد وتفكر في كم الملاحظات الذي تتلاقاه كلما اجتمعت مع خالاتها وبنات خالاتها وزوجات ابنائهن ..
لماذا تدرس ؟ هي جميلة لا تحتاج دراسة .. ولماذا تشتغل ! اتنهك جسمها ووجهها الجميلين في سبيل قروش قليلة، أقنعتها امها ان تتوجه للتمثيل لكن هل هازان من تركض في اختبارات التمثيل كأي فتاة متوسطة الجمال ! اذا لم يطرق منتج بابها وتوسلها لتأخذ بطولة فلن تقبل اطلاقا !!

وصلت الطابق الذي فيه وجهتها وعبست وقد وصل تفكيرها لنقطة الزواج، كيف تتزوج ولم يتقدم لها سوى الفقراء ! لن تُخطأ كأمها وتتزوج برجل متوسط الحال، هي ستتزوج غنيا وتعيش في قصر على البوسفور لكنها لن تركض وراء اي رجل ! مثلما فعلت ابنة خالتها سارة وظلت تذهب وتعود على طبيب العيون حتى استطاعت اقناعه بأن يتزوجها ! ربما عليه ان يعالج عينيه اولا قبل ان يعالج الآخرين ..
ضحكت على مزحتها بصوت خافت وقد وصلت أخيرا الى غرفة العروس لتحظر هاتف ابنة خالتها المغفلة !

عندما رأت نظرات عريسها الغبي لهازان التي جذبت كل الانظار نحوها برقصها وتمايلها المثير، نادتها امام الجميع وطلبت منها ان تحظر هاتفها! هازان ! الفاتنة هازان ! تنفذ اوامر القصيرة الغبية سارة !
نظرت اليها هازان بغيظ وكادت تقول اذهبي بنفسك لكن عندما رأت الجميع ينظر اليهما ابتسمت بغل وذهبت تبحث عن الهاتف ..

كان بيدها عندما ابتسمت بخبث وهي تفكر ان تكسره ثم تخبرها ببراءة انه سقط، لكنها لغت الفكرة من رأسها ! لا تُريد ان تسمع مجددا تعلقيات مقصدهم غيرة هازان من سارّة، تأففت هازان وهي تفكر بتعب كيف اعتقدوا انها تقارن نفسها بها ! ولو أنها تصغر هازان بست سنوات وستتزوج بطبيب عيون غني استطاع ان يأجر لها شقة ببيبك واقام فرحهما في افخم فنادق اسطنبول، الا ان هذا لا يجعلها تصل الى مرتبة تُقارن فيها مع هازان!

فتاة بطعم العُليقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن