لن أتأثّر بك

843 45 14
                                        

لا يعي كيف استطاع الخروج من الغرفة، كان يخطو في الممر بلا هوادة، كل ما حوله يخنقه، وعقله الذي لا يتوقف عن التفكير يتمنى لو يطلق عليه رصاصة ليصمت ويصمت معه ياغيز الى الابد ..
وقف اخيرا واضعا يديه المرتعشة على الدربازين يحاول ان يهدأ، ان لا يصدق ما حدث منذ قليل، ان يُفكر بعقلانية ولا يترك مشاعره تتحكّم فيه، ولكن لا منطق او تفسير لما حدث بينه وبين هازان ..
سمع اخر شخص قد يريد التحدث معه في هذه اللحظة
" توقعتُ ان تكون في هذه الحالة بعد شهر من استلامك الادارة لا بعد أسبوع ! "
لم يلتفت اليه ولم يجبه، فكر إن تجاهله سيعود من حيث أتى، لكن سنان لا يضيع فرصة لإزعاجه
" أتعتقد ان والدك اعطاك كل شيء بدون مقابل ! هل صدقت كلامه عن الابوّة ! وانا ايضا قال لي نفس الشي قبل اشهر، انني الولد الذي لم ينجبه، ان دمنا المختلف لا يهم طالما انني الأحب اليه ! اعطاني كل شيء يومها مقابل ان لا انفصل عن ايجه ! لماذا ! لكي لا يحوم الشك حول عائلتنا، رحيل الاخ وانفصال اخوه عن خطيبته في نفس اليوم ! لماذا يا ترى ! "
اطلق ياغيز ضحكة في الهواء دون ان يلتفت اليه، لن يقع في فخه، خسر سنان كل شيء ولم يعد يعرف كيف يهاجم ليفرغ عن حنقه، يكفيه ما يعيشه من المشاكل ! لن يعطي لسنان قيمة !
" منذ ثلاثة اشهر انا مرتبط بامرأة خانتني، امرأة لا اطيق النظر الى وجهها ! والان انت من سيرتبط بامرأة لا تطيقها ياغيز، وانا سأتلذذ بمشاهدتك تعيسا !"
التفت اليه ياغيز فجأة ونظر اليه بلا فهم وسأله
" عم تتحدث ؟ "
ضحك سنان فالظاهر ان ردة فعل ياغيز هي ما كان ينتظر وقال له
" لم يتواضع ويخبرك اذن ! - ضحك مطولا ثم قرر ان يخبره - هل اعتقدت حقا أنّك ستسطيع انقاذ المستشفى والشركات من الافلاس، اخبرني كيف ؟ لا حل لنا سوى ان نظم شريك! هل تعرف من هذا الشريك عزيزي ياغيز ؟
صمت قليلا لاثارة بعض التشويق، ولكنه لم يزد الا غضبه
" حماك سعادة الوزير ثروت ساروهانلي طبعا بعد ان تتزوج ابنته ! "

لدقائق ظل ياغيز على حاله بدون فهم، كأن الذي امامه يتحدث بلغة أجنبية، حاول ان يعيد الاسماء في ذاكرته عله يربطها بصور لكنه لم يعرف عن من يتحدث سنان ، في تلك اللحظة شعر انه غريب، غريب عن المكان وعن الاسماء وحتى عن جسده ، ثم بدأ يسترد افكاره شيئا فشيئا، بدأ يفهم ويحلل كل ما حدث اليوم، خدعة والده، احضار هازان ثم اقناعها ان تتركه، لو طلب من ياغيز ان يتركها ما وافق حتما، كانت هازان الحلقة الأضعف !
اقتربت في تلك اللحظة ايجه منهما، كانت تنظر الى ياغيز بشوق وحذر ثم قالت بصوت مرتبك
" كيف حالك ياغيز ! "
وكأنه سمع صوتا مفزعا، التفت اليها كأنّه يرى شيطانا ولم يجبها، ولم يكن سنان ليُضيّع فرصة كهذه
" لا تخجلين ! قبليه امامي كما قبلته وراء ظهري !"
تأفف ياغيز من هذه القصة التي لا تريد ان تنتهي وقال لسنان محذرا
" سأنبهك سنان للمرة الاخيرة ! انا لم يكن لي يوما مشاعر تجاه خطيبتك ! "
" لا نستطيع القول ان الامر متبادل !"
" لا يعنيني ! "
هز سنان كتفيه بدون اكتراث وقال
" سنرى ان كان يعنيك عندما اعيد اليك الطعنه واتقرب بدوري من زوجتك الـ.. "
لم ينهي سنان كلمته الاخيرة وانهال ياغيز عليه ضربا، فكرة تقرب سنان من هازان جننته وجعلته يتجرد من شعوره، مع خداع والده ومع ضعف هازان واستسلامها كان سنان منفس غضب ياغيز، لو لم يبعدوه عنه لربّما قتله ..

فتاة بطعم العُليقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن