فقدت حياتها

884 38 8
                                        

لم يكن سنان غبيا لدرجة ان لا يشك منذ اول مرة رأى فيها هازان ان سرا يربطها بياغيز، وهاهو يتأكد الآن وهو يراهما متقاربين بهذه الطريقة، نظر الى الفيديو الذي سجله لهما وابتسم بمكر وهو يقول
" لقد وقعت في يدي ياغيز بيه ! هذه المرة لم أخطط ! انت وقعت ! تدير خطيبة وعشيقة في نفس الوقت ! حتى انك فقت توقعاتي ! "
اتصل بصحفي وطلب منه ان يلتقيا فورا، فسنان سيحظر له خبر الموسم
( خطيب ابنة الوزير يخونها امام عينيها !)

لاول مرة منذ اكثر من شهر يشعر بهذه السعادة، هازان لا تصدقه لكنه يشعر ان كل شيء سيُحل ! والده لعب بعقلها وجعلها تعتقد انه ربط يديها وقدميها لكن لا خوف بعد اليوم ولا فراق ! سيتحدث مع بشرى ثم سيعود ليجتمع بزوجته التي يعشقها ! اعترف أخيرا لنفسه أنه واقع بالحب، لا تفسير آخر لحالته ! إنه يحب هازان، وقع في حبها منذ اللحظة الأولى التي رآها فيها، لقد عشق فتاة العليق ..
وصل الى المشفى وطلب من مساعدته ان تستدعي بشرى ..
كانت الاخيرة مترددة تريد ان تتحدث معه، لم يعد يوجد شك، ياغيز يحب هازان، وهازان ليست فارغة تجاهه ! الاعمى فقط من لا يرى ذلك، عندما أخبرتها المساعدة ان ياغيز يستدعيها، قررت ان تسأله بلا لف ولا دوران !
ما ان دخلت حتى قال لها
" بشرى علي ان اخبرك بأمر مهم ! "
ابتسمت وهي تسمع اسمها يخرج من بين شفتيه لاول مرة لتكون بقية جملته أنه يريد الانفصال قبل الارتباط  وقالت
" انت لا تريد ان تتم الخطبة ! "
نظر اليها وابتسم بأسف ولم يرد فتمتمت
" كان علي ان افهم ! "
قال ياغيز 
" انت لا دخل لك ! انا فقط .. "
قاطعته
" تحب هازان ! "
ارتسمت ابتسامة لا ارادية على شفتيه ما ان سمع باسمها فقالت
" لقد كان واضحا ! "
لم ينكر ياغيز وقال ببساطة
" لم أكن احاول اخفاءه ! "
نظرت الى النافذة تحاول ان تسيطر على الارتعاش في صوتها 
" ليتكما أخبرتمانني ! ليت .. لماذا قالت هازان أنكما صديقان  "
اخرج الملف الذي يحمل طلب الطلاق والتعويضات من درجه واعطاها اياه، حكى لها كيف لعب والده بهما وزرع الشك والكذب لجعلهما ينفصلان، وعندما لم يفلح هددهما ..
لم تصدق بشرى ما سمعته ! كيف يصل جشع الشخص ليضر من حوله ! يضر ابنه !
" انتما متزوجان ! "
ابتسم ياغيز وقال
" منذ ثلاث اشهر، لم اكن افكر يوما بالعودة، بدأت حياة جديدة في اسطنبول، مع هازان، تزوجنا بسرعة، بطريقة غريبة، لكننا كنا نتعلّم رويدا رويدا كيف  نعيش مع بعض، نحب بعض .. "
مسحت بشرى وجهها وقالت
" لقد تحملت ثرثرتي عنك ! سمعتني وانا ..  زوجها ! يا إلاهي ! انا اشعر بالخجل ! "
ارتاح لان بشرى لم تغضب وتتهمهما بخداعها، ولكنا قالت وقد خطر لها فجأة
" ان لم تكتشف تهديد والدك هل كنت ستواصل في هذه الزيجة ! "
فكر ياغيز ثم هز رأسه نفيا وقال
" لا، لن أتحمل ! كنت ساكون شريكا وفيا ! لن افكر في خيانتك ولكن كنت سأكون بلا روح ! "
هفت غضبها بسرعة وتذكرت حالته منذ ساعات في مركز التسوق، كيف يكون جديا مع الجميع ويتحول لشخص مختلف تماما الى جانبها، عيناه تلمعان يهتم بأدق تفاصيلها، حتى انه مستعد لسماع قصص تافهة فقط لانها هي التي تخبره بها !
ومع ذلك لم تشعر لا بالغضب ولا بالغيرة، ولا تستطيع ان تجزم أنها تعرضت للخداع او الخيانة ، نهضت بشرى وطمأنته أن هذا الارتباط لن يتم، ستتحدث مع والدها ولن يرضى ابوها ان ترتبط ابنته بشخص لا يحبها !
وصلت الى مكتبها ثم انهار على الكرسي وسمحت لدموعها بالانهمار، لقد كانت تواسي الرجل الذي تحبه، تبحث معه عن حل لكي لا يفترق  عن المرأة التي يحبها ! وفوق ذلك كان عليها ان لا تظهر اي غيرة ولا انكسار، عليها ان تنسى كل الاحلام التي حلمت بها، ان تدفن مشاعرها وان تسعى بأن لا تكون الشريرة التي نفرق الحبيبين !

فتاة بطعم العُليقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن