دخل غرفتها بقوة دون ان يطرق الباب وقال بلا مقدمات
" لقد هددك اليس كذلك ! "
مثلت عدم الفهم لكنه قال
" لا داعي للانكار ! أخبرني بنفسه ! "
جلست على حافة السرير وبدأت بالحديث
" جوهكان قام ببعض العمليات اللا قانونية في شركته، لم يكشفه احد لان لم يبحث وراءه احد بعد ! رسالة صغيرة الى المدير ويكون اخي في السجن ! صهري عزيز معروف ! مشاكله مع القمار، لا أعرف كيف استطاع تزوير توقيع والديّ ليأخذ قرضا ! باسمهما ! رهن بيتنا ! لا اعرف كيف فعل ذلك وكيف لم نكتشف ذلك حتى الان ! مسألة وقت وسنكون بدون بيت ! كيف سنثبت ما فعله !
عائلتي ستتشرّد ! انا لا اثق في والدك ! قبلت بالبيت لاننا سنكون قريبا بالشارع ! وقبلت بالمال لاننا قد نحتاج محامي من أجل طلاق امينة ولاخراج جوهكان ! لم يكن لي حل اخر ! أقسم لو لم يمس الأمر عائلتي لما أخذت قرشا واحدا !"
جلس امامها على ركبتيه وامسك يديها
" انا هو الحل الاخر ! ستخبرينني وسنوقفه ! "
مسحت على شعره وقالت
" لن نجدف عكس التيار ياغيز ! لا قوّة لنا ! خطط لكل شيء وضمن نفسه جيّدا ! لديه مستندات وأوراق ! لا تقاوم القدر ! "
" القدر جمعنا !"
" والآن يفرقنا ! "
نهضت ووقفت مواجهة النافذة تبكي بصمت بينما ظل مكانه لا يريد ان يستسلم
قالت
" الا يحصل احيانا في العمليات تحاول ان تنقذ الشخص وتحاول وتحاول ولكن لا ينجح ! تضطر ان تنطق وقت الوفات ! نحن في تلك اللحظة ياغيز! "
" قصتنا لم تبدأ بعد ! لم يواجه كل منا مشاعره ! لم نعترف بعد لبعض بمشاعرنا ! لم نحلم بأطفالنا معا ! لم نسمع بعد دقات قلب طفلنا في بطنك
لم نأخذ ابننا لاول يوم مدرسة ولم تعودي باكية لان غرفته فارغة ! لم نأخذ الاف الصور لابننا ولم نتجادل لساعات كل منا يقول انه يشبهه ! "
كانت تضحك وتبكي وهي تسمعه ! احلام لن يعيشاها !
ولكن عليها ان توقفه فكلماته تقتلها
" قصتنا كانت قصة جميلة، مختلفة - التفتت اليه ترسم ابتسامة مصطنعة - قصة مغرورة وامير هارب من قلعته، برأيي انها اجمل قصة قد تُعاش ! "
" لكنها لا تُكتمل ! "
" هذا افضل ! تكون خالدة !
عادت وجلست بجانبه وهي تحتضن خده بكفها
"عندما تكون يوما ما عجوزا محاطا باولادك واحفادك ستتذكرني وتبتسم ! "
وضع جبينه هلى جبينها وقال ببحته التي ادمنتها
" لا اريدك ان تكوني ذكرى هازان ! انا .. انا اكتملت بك ! ان تركتني فسأعيش طوال حياتي ناقصا ! انا احببت غرورك، حركاتك، احب قلبك الذي يسع الجميع وان اظهرت العكس ، هازان أنا .. "
وضعت يدها على فمه مانعة اياه ان يعترف لها بعشقه وقالت
" وانا امضيت معك وقتا جميلا ! ستكون بالنسبة لي ذكرى جميلة ،عندما اكل حلوى بالعليق، او عندما ارتدي فستانا ازرق ، كلما سمعت آلك القهوة. سأتذكرك وابتسم ، سأتذكر رحلتنا في النزل الجبلي وأتذكر صباحاتنا في بيتنا الصغير ! ولن أنساك ! ستظل شخصا غالي بالنسبة الي "
كانا يبكيان ، يبكيان الشوق الذي ينتظرهما، والحب الذي أجهضاه
ابتعد عنها وهو يهز رأسه رافضا هذه النهاية فقالت له
" انا رضيت ان اكون السيّئة في هذه القصة، المغرورة الطماعة، رضيت ان تكرهني ، ان تحقد علي، لكن لا أرضى ان اراك عاجزا ياغيز ، لا استطيع تحمل هذه الكسرة في عينيك ! ارحمني وحررني منك ! "
قال بصوت خافت
" حسن، ارحلي ! "
انفجرت باكية من وقع الكلمة عندما سمعتها منه، فركض نحوها واحتضنها بقوة، كان يقبل شعرها بينما هي تحاول ان تخلد رائحته في ذاكرتها الى الأبد، أرادت ان تقبله، اقتربت منه وكادت شفتاهما ان تتلامسا لكنه ابعدها
" لن أقبّلك هازان آخر مرة ! لا اريد آخر قبلة ! لا أريد ! "
أنت تقرأ
فتاة بطعم العُليق
Romansهازان الفتاة المغرورة، تتغير حياتها بسبب صدفة غريبة جداً، حيث تلتقي في فندق فخم برجلٍ لا تطيقه، لكن الأقدار تجمعهما دائماً.
