𝐏𝐀𝐑𝐓 25

8.3K 237 5
                                    

"اتمنى ان يكُن هذا كابوسًا، بالتأكيد انهُ كابوس وسينتهي فقط"
اغمضت سيلارا مُقلتيها بقوة مُحاولة استنشاق اكبر قدرٍ من الهواء لتخفيف توترها، وكأنها رأت جاثوم للحظه، تغيرت الوان وجهها وقد اصاب جسدها ارتعاش دون ادنى وعي منها، كُل تلك السنين التي ظَنت بأنها تخطتهُ، وتخطت اغتصابهُ لها والضرب الذي تلقتهُ منهُ في مُراهقتها يصيبها كُل هذا بالخوف من عودة الماضي، عند رؤيته كل ما تمنتهُ هو ان يكن كابوسًا فقط،

"نتقدم بالشُكر الخاص والامتنان لمُصممتنا الرائعة والناجحة في مجالها اليوم لوقوفها على منصتنا وتقديم اروع العروض من ازياءها الخاصة ، شكرًا جزيًلا انسة سيلارا مُمتنين لكِ بالتصفيق الحار" تكلم مُؤسس المنظمة ومنصه العرض بتقديمه الشكر والامتنان لسيلارا امام الجميع وبصوت مسموع ليعاود الجميع التصفيق اليها بكُل حرارة ،

ابتسمت بعدها وركضت بسرعه نحو الداخل مُتجاهله جميع الحضور مُحاولة استيعاب ما رأت، بعد ان دخلت اخذت تستنشق الهواء بشكل سريع وتلمس وجهها وجبهتها مُحاوله تهدئه نفسها وتخفيف توترها...
بعد هذه المُده دخل الجميع وراءها من كادر وعارضات مُتسائلين عمّا حدث لكن سيلارا لم تُجب بحرفٍ واحد، اخذت حقيبتها وقبل ان تهم بالخروج نبست بسرعه "دعوني لا اتأخر على أبني تركتهُ بمفرده في البيت وغدًا نرى نتائج العرض" ثم خرجت بسرعه لكن قبل خروجها اخذت نظره سريعه على مكان العرض وبشكل خاص على المقعد الذي كان يجلُس عليه كابوسها، لكن الصدمه انها لم تراه هذه المره..

ابتلعت ريقها بتوتر وخرجت وهي حذره مُتلفته يمينًا وشمالًا، نبضاتها مُتسارعه، ذكرت الربّ الف مره حتى وصلت سيارتها ودخلت بها واغلقت على نفسها دون رؤيتها لهُ، بعد ذلك شغلت سيارتها وحرّكت بسُرعه مُتجهه نحو بيتها، تقود لكن عقلها ليس معها
تقود بسُرعه جنونيه وافكار الماضي بدأت تعود لها تدريجيًا كأنهُ كابوس اسود....
تعذيبهُ لها، الاغتصاب، وقتل زوجته الاولى، موت والدُها على يده وكل امراضه النفسيه وافكاره المُجرمه التي تعرضت لها لم تستطيع تخطيها حتى الان

بدأت دموعها تنذرف بدون ارادة منها وهي تُفكر بأبنها، ماذا لو عرف مكانها واخذ ابنها او اصابهُ بأذى، بينما في الواقع هو من وكلّ رجاله لشراء المنزل الذي تسكُن فيه لها، مازالت تجهل انه هو سبب ثراؤها المُفاجئ،
هو من ساعدها لتصل لكُل هذا، لكنهُ مازال يجهل اب هذا الطفل وهذا مايجعل الماستر يحقد على ابنها وعليها ظنًا منهُ انها قامت بخيانته

بعد ان وصلت، ركنت سيارتها امام منزلها ونزلت مُسرعه مُتجهه نحو منزلها ودموعها مازالت تنهمر لاشعوريًا منها، فتحت الابواب بسرعه ودخلت ركضًا صاعده الى غرفه طفلها الصغير اليكس، فتحت الباب بسرعه لتجد مكانهُ فارغ تمامًا والغرفه مُظلمه، قامت بتشغيل الضوء بسرعه بينما عيناها ملئت المكان وهي تبحث عن طفلها في ارجاء الغرفه دون جدوى

سقطت على الارض بدون اي رده فعل، كُل تفكيرها كان في محله، تعرف افكاره وامراضه النفسيه، تدرّك جيدًا جنونه واجرامه،
بكت بحرّقه، لماذا بدأ الماضي يُلاحقها دون ادنى سبب، بل هو لم يتركها في الاساس، كان دومًا يلحقها دون مُلاحظتها لهُ...
-
في مكان اخر، مُظلم جدًا، وبارد جدًا، بدا وكأنهُ قصرٌ كبير
كان يتواجد بداخل مكتبه بهالته الضخمّه والقاتمّه يجلُس بكامّل شموخه وعُنجهيته على كُرسيه الفخم الملكي وامامهُ الطفل الصغير ذات الاربع سنوات موضوع بعربته ينظر الى الرجُل الذي يجلّس امامه بحقد ليس وكأنهُ طفل، يجهل بأنهُ والده، يجلس امام الماستّر بنفس قوّة شخصيته ونظراته مما جعل الماستر يعقد حاجبيه مُستغربًا من شخصيه الطفل، وكأنهُ يرى نفسه فيه

عدواني كما والده، بنفس النظرات ونفس الشرّ، لم يبكِ ولم يخاف
بالرغم من صغر سنه لكنهُ يريد الهجوم عليه وضربه لأنه اخذه بالاجبار من منزله، اقترب الماستر من اليكس ببطئ ونزل لمستواه، قائلاً بصوت منخفض وحاد "تشبه والدتُك في العِناد، لكنني ارى نفسي بكَ أيها اللعنة الصغيرة" ...

تكلم الرجُل الذي كان يقف وراء الطفل بأحترام بنبره مُحترمه
"سيدي، من المُمكن ان يكون من نسلّك لا تنسى هذا"
ارجع الماستر نفسه الى الوراء واتكأ على كُرسيه زافرًا انفاسه بُبطئ،
لينبس مُبتسمًا بحقدّ "ليس ابني، لا احنُ عليه حتى
دعنا لا نَنكُر خيانه تلك العاهره لي.."
أومأ الرجل للماستر بموافقه الرأي، دون ان يُجادله لإنه يعلم بمزاج سيده..
-
نهضت بعد مُده صمت دامت لفتره، ومسحت دموعها وتنفست بعمُق تُردد بداخلها تلك الكلمات "سيلارا، لن تضعفي بسُرعه، ستذهبين الى نهاية العالم وتبحثين عنه ثم ستعودين الى المنزل وانتهى"
فتحت باب الغرفه بسرعه ونزلت ركضًا من غرفه اليكس مُتوجهه نحو باب منزلها الخارجي وخرجت بسرعه لكن اوقفها رؤيتها لجسد رجُل لم يُبان منهُ شيءً سوى ظهره، اخذت تنظر لهُ مُطولًا محاوله استيعاب من هذا الرجُل...

Ended ♥️

هوّس ماسترحيث تعيش القصص. اكتشف الآن