𝐏𝐀𝐑𝐓 17

13.9K 367 42
                                    

التفتت لتراه يقف بطريقة مُرعبة ومخيفة، هالته حالكة، نظراتهُ لا تُبشر بالخير، فمن يُحاول نقل الكلام في قصره يكُن قد جنى على نفسهِ
"سأعطيك اجازة ، مارسيل" نبس الماستر ببرود موجهًا كلامه للخادمة، وخرج من المطبخ بخطواتهِ الواثقه المُعتادة، ابتلعت مارسيل رمقها جزعًا من الخوف فأخر واحدة قال لها سأعطيك اجازة لم تكُن اجازة عادية، بل دفنها وهي حيّة بعد ان شوّه وجهها لأنها عصت اوامره، أيّ غير مسموح لأي خادمة تخرج من قصره حيّة..

صعد للاعلى وابتسامة خفيفه ظهرت على وجهه لتفكيره بتلك الصغيرة التي تمكُث في جناحه، لكن قبل الوصول للجناح فتحت مارتينا باب غرفتها التي كان يُقابل غرفة الماستر ليلتفت نحوها ويرى حالتها البائسة وشعرها المُبعثر وملابسها التي كان منظرهم يُرثى لها، نظرت لهُ بنظرات باردة خاليه من الحياه ، اقتربت نحوه بخطوات مُتثاقله واحتضنتهُ حتى فقدت وعيها بين يديه

"اللعنة، عادت لتناول ذلك السُم" نبس الماستر قابضًا على اسنانه وهو يتوعّد لها ، لأنها تأخذ تلك المُهدئات التي تجعل حالها يُرثى لهُ ، حملها ليدخل بها الى غرفتها، واغلق الباب بأحدى قدميه ، ادخلها الحمام وانزلها أرضًا ليفتح ذلك المرش، فيهطل الماء بقوة على وجهها ورأسها، جعلها تشهّق وتفتح عيناها بسرعه، لتنهض وتحتضنه بقوة وذراعها تلف حول جدعه الميئ بالعضلات...

بدأت تبكي وتُتمتم بكلمات لا يفهمها وليس لهُ الفضول بفهمها حتى، اخرجها من الحمام بعد ان استعادت وعيها واخذ المنشفه ليرميها عليها ، ارتدتها وعادت للبكاء وهي تمسك بيديه وتضع رأسها على صدره
"الى متى؟" نبس بحدةّ مُتجاهلًا النظر بعينيها، لترفع رأسها نحوه وتمسح دموعها بظهر كفها لتسألهُ "الى.. متى مـ.. ماذا؟"
"الى متى ستبقين ساذجة وعاطفية هكذا؟" واضاف "نُصف الفتيات اللاتي قتلتهنّ ساذجات، والنُصف الاخر عاهرات" نبس كلمته الاخيرة ليبتعد عنها ويجلس على كُرسي مكتبها الموضوع في احد جوانب الغرفة..

ابتلعت رمقها ومشت بخطوات مُتثاقلة لتجلس على طرف سريرها وتصبح مُقابلة للماستر ونظراتهُ الباردة تصُب نحوها...
"انا اصبحت حزينة بسببك، اهملت نفسي وعائلتي وكُل شيءٍ بسببك، أفكر فيكَ قبل نفسي، ابتسم عندما اتذكرك، وابكي عندما تخونني مع اخرى واحترق عندما تُدخل اخرى غيري لجناحك الغير مسموح لي بدخوله حتى" قالت مارتينا جُملتها الاخيرة بصراخ ممزوج بالبكاء وهي تنظر لعيني ذلك الذي لا يعطي اي ردة فعل، غير البرود...

هوّس ماسترحيث تعيش القصص. اكتشف الآن