بخطيئة تدنّست... و بعشقك تطهّرت...
يا من آمنت... و بروحي توطّنت..
من أجلك عشت... من أجلك هلكت...
🏹🫀خلاص بعيد.. أب عنيد، و المطر ينادي...
قلب مفطور، زرع مغمور، و وهنت الأيادي...
بقلب مكلوم... و فؤاد مفصوم... فتك بظهره المهشوم و كيانه المهزوم ما بين حبيبة غاشية... و طفلة غافية... رفع رأسه ليحدّق بلهفة ملوّعة إلى مدخل المستشفى الذي بدا له بعيد المنال طيلة تلك الليلة العاصفة... فتمتم بهمسات شكر خاشعة و شدّد قبضتيه حول المقود قبل أن يتحرّك بالسّيّارة باندفاع واجف و يتوقّف بها بصخب أمام باب الطّوارئ هاتفاً بوصب مرتاع:"- ساعدوني! نقّالة الى هنا بسرعة!"
اندلعت بعض الحركة في المكان استجابة لهديره الوحشي مفزعا بعض الممرّضين و بعض المرضى الذين توجّسوا من هيأته المزرية الهمجيّة التي فقدت كلّ معالم التحضّر، و كانوا ليخالوه رجل غاب بلا مأوى لولا تلك السّيّارة الفاخرة التي اندفع عن مقعد قيادتها بطيش و قد كانت تبدو هي الأخرى مزرية و موحلة كصاحبها تماما... صاحبها بمظهره المدمّر كمن خاض حرباً شعواء تركته هائماً لسنين طويلة... ببنطاله المتسخ بالوحل و لطخ من الدم... و بشعره الأشعث الثائر... وعينيه الداكنتين اللتان تمدّدت حدقتاهما بذعر دفين فبدا في تلك اللحظة فاقدا للسيطرة على نفسه بشكل كلي ممّا جعل بعضهم يوقن أنّ ليلته لم تكن سهلة حتما!
"- زوجتي...ابنتي.. انهما بحاجة للإسعاف الآن.. الآن!!!!!"
جلجل بخبل و هو يدور حول السّيّارة ليقتلع بابها الخلفيّ فتتراءى له تلك المغيّبة عن الحياة، و بصرخته المدوية تلك نجح باستحضار إحدى الممرضات التي هرعت إليه لتفزع ملامحها و هي تتبيّن هويّته ثمّ تنقلّ بصرها بينه و بين ما حوته السّيارة بداخلها لتهتف بدورها بأحدهم باضطراب:
"- أحتاج إلى نقالة على وجه السرعة!!"
هبّ ينتشل ريّان من المقعد بلهفة شطرت قلبه حين ارتخى رأسها الشاحب ليقع على صدره المكلوم الذي انكتم بحشرجة معذّبة شرخت صوته:
"- ريّان لقد وصلنا، افتحي عينيكِ حبيبتي لقد نجونا!"
سلخها عنه ليضعها على النّقالة ما أن وضعها المسعفون أمامه، ليهرع لاقتلاع الباب الأماميّ هذه المرّة، و يميل برهبة ليلتقط بذراعين مرتجفين جسدا صغيرا صامتا مستترا بين طيّات سترته فيضمّه لصدره بعجز فَجَعَ ملامحه و هو يتلمّس الوجه الورديّ النّائم بأنامله المرتعدة علّه يتحسّس فيه أثرا للحياة!
"- ربّاه! ميران!؟ ما الذي حدث بنيّ؟!!"
اصطدم بالرّجل المسنّ ذي التّقاسيم المفزوعة التي شمل بها هيأته الرّثّة، ملابسه الموحلة البالية و يديه الدّاميتين اللتان تحتضنان اللفّة الصّغيرة بحمائيّة ضارية و استماتة معذّبة فبدا لعيني الطبيب في أعتى حالات ضعفه، و لم يبد أيّ ردة فعل تشير بسماعه بما سأله فكاد يعيد سؤاله لولا أنّ تغضّن وجه ميران بقلّة حيلة و حرقة لظى بها صوته و هو يهمس مستنجدا:
أنت تقرأ
لعنة الغجرية (مكتملة)|| The Curse Of The Gypsy
Romanceينطلق فى رحلة صيد للترفيه عن نفسه في منزل ابن عمه الجبلي غير عالم أن هذه الرحلة ستغير حياته إلى الأبد، في اللحظة التي تقع فيها عيناه على حورية غجرية فاتنة تسبح في بحيرة بالقرب من المنطقة التي يصطاد فيها أسرت وجدانه من النظرة الأولى... و على اثر هذا...