طأْ بأقدامك أرضي.. عدوانك مباح
فلتخسأ حصوني.. فأنا مملكة تتوسل الاجتياح!!🎭
موازين المرء مرهونة بلحظة لقاء.. عندما تمتزج الأعين بعد أشهر من البَيْن.. و يترنح الزمن بصفعة التوق و الشوق.. فتطوى الصفحة الفارغة الأخيرة.. و تستأنف الكتابة من جديد.. عن نظرة و نبضة.. عن ارتجافة قهر و انتفاضة أسى.. عن شغف و جنون.. شغف تلونت به همستها هي لاسمه.. وجنون استعرّ به كيانه هو و حرق براعم لهفته التي بالكاد بقل بها قلبه الخائن!
"- ريان عادت يا أخي!!"
كان ليظنها طيفا لو لم تشهد دجلة بعكس ذلك! عادت!! عادت لتقف أمامه و في عقر داره بكل ثقة و جبروت!!
"- ميران!!"
همست بحشرجة و سقطت دموعها على الفور.. بالكاد تمسك ركبتيها عن الانفراط.. بالكاد تصدق أنه يقف أمامها أخيرا.. هو من تمزقت كل يوم و طيلة أشهر شوقا إليه!! هو من بكته عيناها بحرقة طيلة 142 ليلة منذ تلك التي تركته فيها على الأرض مغدورا بسمّها.. من كان ليصدق أن نفس العينين ستبكيان الآن غبطة بلقياه؟!
هي من تمزق كل يوم و طيلة أشهر شوقا إليها!! هي من ظل قلبه وفيا لذكراها رغما عن الجفاء.. زوجته التي شحذ من ذكرياتها الحياة فمات على يديها مجددا منذ ساعات كما مات بسمها قبل أشهر!!
ضمّ قبضتيه بعنف و تخشّب في وقفته كالمارد و قد منحته يده النازفة وعيناه المشتعلتان هالة متوحّشة كان الجميع قادرا على تحسسها.. تماما كما كانوا قادرين على سماع صرخات الزوجين اللذين وقفا دون أن ينبسا بكلمة واحدة بعد!!
"- لماذا عدتِ؟!! مالذي تفعلينه هنا؟"
خرج صوته جافا ثقيل الوطأة.. فتتبعت أنظار الجميع خطوات ريان التي نهبت بها المسافة بينهما قبل أن تقف أمامه مباشرة و تنظر في عينيه بقهر تفاقم عندما تراجع عنها خطوة سمّرتها مكانها فغمغمت على إثرها بلوعة:
"- هل طلّقتني؟"
رائحتها!! رائحتها صفعته ما أن اقتربت بالشكل الكافي للإطاحة بما تبقى من صوابه!! تلك الرائحة التي حرم منها لأشهر لينعم بها غيره و هو في غفلة!! و صوتها! صوتها الذي عادت تغرد به بين جدران قصره الحزين كان كفيلا بجعل حصونه تتمرد على مدافع الشوق.. و أعلن داخله عن نهاية الحرب.. و انتصار الكبرياء!
"- من الجيد أنك أتيتِ"
توشحت عيناها بأمل فوري و كادت تلقي بنفسها بين ذراعيه.. تحفّزت حكمت و شورى و اضطربت نيفين.. إلى أن هتك هو الصمت الصاخب بنبرته الساخطة و كلماته الحاسمة:
"- من الجيد أنك أتيتِ لتشهدي بنفسك.. اشهدي يا ريان.. أنك و منذ هذه اللحظة.. طالق مني!!"
العين بالعين.. القلب بالقلب و الجرح بالجرح!!
أنت تقرأ
لعنة الغجرية (مكتملة)|| The Curse Of The Gypsy
عاطفيةينطلق فى رحلة صيد للترفيه عن نفسه في منزل ابن عمه الجبلي غير عالم أن هذه الرحلة ستغير حياته إلى الأبد، في اللحظة التي تقع فيها عيناه على حورية غجرية فاتنة تسبح في بحيرة بالقرب من المنطقة التي يصطاد فيها أسرت وجدانه من النظرة الأولى... و على اثر هذا...