⁰⁴/¹¹/²⁰²⁰ ¹¹:⁰⁰
" أحيانا كل ما يحتاجه الحَرف المكسور ليسْكُن .. هو ضمّة"
.
.
.
.كانت تقف أمامه .. متوشحة ببياض آسر .. تخفي وجهها المليح خلف خمار أبيض شفاف أبرز خطورة عينيها ..
بيضاء .. و الأسود الوحيد الذي لامس بياضها هو كحل عينيها و شلالات شعرها اللامتناهية التي انهمرت خلف ظهرها بتموجات برية .. و لعله كان عاجزا في تلك اللحظة عن رؤية سوادها الآخر : سواد قلبها !!
نغزه قلبه بغرابة أمام نظرتها التي اخترقته كالسيف .. نظرة إمرأة مطعونة فتطعن .. لكنه سيصلح هذا .. سيغير هذه النظرة !
"- سأتزوجها .. لكن حسب شروطي و قواعدي "
كلمات تدبرها بعد أن استجمع شتات نفسه التي تبعثرت على اعتاب خمارها الذي تراقص مع هبات النسمة الصباحية .. كلمات قالها و هو لسبب ما يتفرس في عينيها دونا عن جميع العيون التي تعلقت به .. و هدفه استقصاء موقفها هي مما يقول ..
"- أنت لست في موقف يسمح لك بطرح الشروط !! "
تحوّل بنظراته أخيرا نحو ذلك العجوز .. لتكتسي ملامحه بالعدوانية و يقول بقوة :
"- الزواج سيكون حسب أعرافي أنا .. و إلا حتى بفصلك رأسي عن جسدي لن تستطيع جعلي اتزوج ! "
نظر له سيزار بشيء من الدهشة .. هذا الفتى كان من الممكن ان يكون الآن في مركز الشرطة !! مالذي عاد يفعله هنا ! لماذا عاد ؟؟!!
أما آيسيل فقد كانت تمطره بوابل من رصاصات نظراتها الناقمة و جل ما كانت تفكر فيه هو أن هذا المغتصب قد عاد ليأخذ ما سبق و أخذه بالقوة ! لم يكتفي من مرة واحدة .. و ها هو عاد ليكتسب الحق في اغتصاب الجمال الذي إكتشفه في كل مرة !! في كل ليلة !
و بشكل ما .. كانت ريان تفكر بالمثل !!"- و ما هي أعرافك ؟ "
هتف سيزار متجاهلا همسات آيسيل المتوسلة ..
"- زواج اسلامي يعقده شيخ و يشهد عليه شاهدان من طرفي أنا ! "
"- هاه !! إسلامي !! حسب علمي لا دين في هذا الكون يبرر فعلتك الوضيعة أيها الوغد "
نظر ميران بامتعاض لنبرة تلك الشقراء الهازئة و تاه لوهلة في النظرة الميتة التي رمقته بها المتوشحة بالبياض .. لكنه كتف يديه بعنجهية و هتف بسيزار :
"- قرارك ؟ "
نظر سيزار لإستكانة ريان الصامتة .. ثم نظر لدموع آيسيل التي تشبثت بقميصه بملامح متوسلة .. ليحسم أمره و يهتف بقوة :
"- موافق ! "جال في المكان كليث حبيس .. نفس المكان الذي حبس فيه طيلة الليل .. ها هو قد عاد إليه مخيرا و بقدميه !!!
"- ماذا فعلت يا ميران ؟؟ ماذا فعلت ؟؟!!! "
أمسك رأسه بجنون .. لقد ألقى بنفسه في الفخ الذي نصبه له هؤلاء القوم و بإرادته !! و من أجل ماذا ؟؟ من أجل من ... ؟؟
"- لم تكن لتسمح بموت روح بريئة في حين انك تستطيع المساعدة .. أليس كذلك ؟؟ ستكون وغدا لو فعلت ! "
همس مبررا لنفسه .. مبررا إلقاء نفسه في النيران عن طواعية .. لكن صوتا هامسا في داخله كان يخبره بأن الأمر أكبر من هذا .. أكبر من مجرد شفقة على إنسانة لا حول لها و لا قوة .. و أي إنسانة !! اي إنسانة !!
"- أووووووووف !! عد إلى وعيك ماذا حدث لك ؟؟!! "
صرخ بنفسه كمجنون .. خيالاته عنها ازدادت جنونا و كأنها تبارك كونها ستصبح زوجته !! أي جنون هذا ؟!!
"- سأنقذك .. أنت خطيئتي و أنا سأكفّر عنك بإنقاذك .. لا أملك خيارا آخر ! "
و تراءت له عينا الخطيئة الكحيلتان .. ثم أمواج شعرها السوداء .. ثم خانته خيالاته أكثر .. و تراءت له تفاصيلها الأشد خطورة .. لينفض رأسه طاردا فراشات الذكريات السوداء .. قبل أن يدرك في تلك اللحظة أنه حتى لا يتذكر إسم زوجة المستقبل !
و همست له خاطرة مجهولة المصدر : " ميريلا "
فتعود و ترتسم صورة إسم خُط كوشم على جلدها .. تماما كما سيخط هو اسمه عليها كوشم أبدي ضاما إياها لعصمته !! و من دون أن يعرفها حتى !!
أنت تقرأ
لعنة الغجرية (مكتملة)|| The Curse Of The Gypsy
Romanceينطلق فى رحلة صيد للترفيه عن نفسه في منزل ابن عمه الجبلي غير عالم أن هذه الرحلة ستغير حياته إلى الأبد، في اللحظة التي تقع فيها عيناه على حورية غجرية فاتنة تسبح في بحيرة بالقرب من المنطقة التي يصطاد فيها أسرت وجدانه من النظرة الأولى... و على اثر هذا...