²⁹/¹⁰/²⁰²⁰ ¹⁹:⁴¹
"رأى الكون في عينين كحيلتين .. لكن الكون أعمى لم يره"
"- ماذا تفعلون ؟؟ من أنتم أتركوها انها مصابة !! "
صرخ بنبرة رجولية بعد أن تهافت عليه أربع رجال يرفعونه عنها و يكبلون حركته العنيفة بينما يحاول العودة إليها .. تلك البجعة مكسورة العنق التي من الممكن أن تتأذى مع أي حركة خاطئة ..
إنكب سيزار بحرقة على جسد حفيدته المستسلم يناظر جروحها و كدماتها برعب و يهتف بإسمها مناديا علها تستيقظ ..
لكنها استسلمت .. و كأنها اطمأنت لحضوره فما عاد لها حاجة للمقاومة ..
"- مالذي يحدث هنا ؟؟ الفتاة مصابة و أنا كنت أفحصها !! أنا طبيب أتركوني أقوم بعملي !! "
"- اخرس !!! "
صرخ به سيزار بعد أن نزع سترته و وضعها على جسد ريان برفق و عدل ملابسها الممزقة قبل أن يضعها بين يديه بحرص و يحملها بنفسه .. لم يكن ليسمح ليد رجل آخر لتطال جسد غاليته و قرة عينه مرة أخرى !!
"- أظن أن هناك سوء تفاهم هنا "
قال ميران بتوجس محاولا قدر الامكان الحفاظ على هدوئه ..
"-من ألحق بها الأذى قد فر هاربا مني عندما حللتُ على المكان .. لا بد أنه لم يبتعد كثيرا .. ربما حري بك تمشيط المنطقة بدل أن تعطلني عن فحص ابنتك أو أيا كانت صلتها بك "
"-أحضروه !! "
صرخ سيزار بقسوة شابها ارتعاش الألم و الحرقة لتتسع عينا ميران و تثور أعصابه بغضب فينتفض محررا نفسه من الرجلين الضخمين الذين يكبلانه و يصرخ :
"- لست قادما الى أي مكان !! لست أنا الفاعل ! أنا طبيب و أردت فحصها ! ثم انك تؤذيها بحملها بتلك الطريقة فرأسها مصاب !! "
نظر سيزار بألم لخط الدماء الذي انساب على جبهة ريان ليشهق شهقة بكاء خفية دفنها في شعرها ثم يلتفت نحو رجاله بنظرة صارمة تأمرهم بالتصرف .. ليتحفز ميران و هو يرى تلك اللكمة التي كادت تهوي على وجهه لو لم يتفاداها بخفة .. و طفح به الكيل .. هؤلاء ليسوا بقوم يفهمون بالحوار و الأدب
"- على من ترفع يدك تلك يا هذا ؟ "
صرخ و هو يكيل لكمة سريعة للرجل الذي تفجرت الدماء من شفته المشقوقة .. إلا أنه لم يحسب حساب أن الكثرة دائما ما تغلب الشجاعة .. اذ وجد نفسه فجأة مكبلا بقيد أربع رجال أشداء .. ثم أحس بلكمة غادرة تهوي على وجنته جعلته يدرك أنه واقع في مأزق لا محالة !!مسحت آيسيل بعطف على شعر ديالا المستقرة في حضنها باستكانة .. جلبة عالية في الخارج اخترقت جدران بيتها القماشية .. جلبة سببها عويل و نواح زوجة إيفان الأولى و ابنته !!
"- لا تخافي يا ديالا .. لقد انتهى .. انتهى كابوسك أخيرا"
همست آيسيل بذعر خفي و هي تزيد من احكام ذراعيها حول ديالا الشاخصة في الفراغ .. إيفان مات فجأة و دون سابق انذار .. دق عنقه في البئر و فارق الحياة على عين المكان !! غادر و كأنه لم يكن أبدا ! لكنه ترك خلفه فتاة بريئة مشوهة الروح !!
حادت عينا آيسيل نحو الخارج بقلق .. ريان تأخرت جدا و قلبها لا ينبؤها بخير
"- أيعقل أن جدي عاقبها ؟! لا من المستحيل أن يفعل ! "
همست في داخلها و هي لا تزال تحت وطأة الذعر الذي اكتنفها عندما اقتحم جدها البيت يسألها عن أيبك .. و عندما أخبرته آيسيل باضطراب أنها لا تعرف مكانه و لم تره منذ الحفل .. إنقلبت ملامح سيزار و سألها عن ريان .. و هي لم تستطع اخفاء غيابها و لم يتسن لها المحاولة أصلا لأن جدها هب باحثا عنها بجنون في كل أرجاء البيت .. قبل أن يستجوبها و يعرف منها مكانها ثم يهرع راكضا نحو الغابة برفقة ثلة من رجاله .. غير آبه بالفوضى التي شبت في المكان على إثر موت إيفان و لا بضرورة تواجده في مكان الحادثة بصفته قائد العشيرة !!
"- أتمنى أن تكوني بخير يا ريان !! "
تنهدت هامسة في سرها بخوف ..
و كأن نبوءة خوفها تحققت .. اذا تناهى لأسماعها فجأة أصوات صراخ جديدة .. أصوات خشنة غاضبة و خطوات أقدام أنبأتها بأن القادم سيء .. سيء جدااا !
إنتشلت ديالا من حضنها و وضعت تحت رأسها وسادة مريحة لتخرج تنوي التحقق من تلك الجلبة .. لكنها شهقت .. عندما اصطدمت في طريقها إلى الخارج بجدها المذعور .. و بين يديه كان يحمل جسدا هامدا !! جسد ريان !!!
"- رياااان !!! "
صرخت بذعر و هي تتبع جدها الى الداخل
"- أحضري شاشا نظيفا و بعضا من خلطاتك الطبية يا آيسيل .. بسرعة "
هتف جدها و هو يضع جسد ريان على سريرها .. احتشدت أنفاس آيسيل بصدمة و وقفت متسعة العينين تناظر جسد صديقتها المنهوش !! الملطخ بآثار واضحة للأعمى !
"- آيسيييل !! تحركي بسرعة !! "
أجفلتها صرخة سيزار الذي هز كتفيها يوقظها من صدمتها
"- انها في أمانتك .. اعتني بها ريثما أعود .. يجب أن أذهب "
تسارعت أنفاسها و ركضت خلفه تجاري خطواته المهرولة و تصرخ بذعر :
"- إلى أين ؟؟ ماذا حدث يا جدي ؟؟ و أين أخي ؟؟ من فعل هذا بريان ؟؟ ؟؟ "
أغمض سيزار عينيه بألم و تباطأت خطواته على اثر كلماتها لكن نظراته سرعان ما توحشت ليقول لها بصرامة :
"- اعتني بابنة خالتك ريثما آتي بالمساعدة "
و غادر ينهب الأرض نهبا !
ركضت آيسيل عائدة الى الداخل .. لتجد ديالا التي نسيت وجودها تماما واقفة في ركن قصي تناظر جسد ريان بنظرات منطفئة سحبت منها الحياة !
أنت تقرأ
لعنة الغجرية (مكتملة)|| The Curse Of The Gypsy
Romanceينطلق فى رحلة صيد للترفيه عن نفسه في منزل ابن عمه الجبلي غير عالم أن هذه الرحلة ستغير حياته إلى الأبد، في اللحظة التي تقع فيها عيناه على حورية غجرية فاتنة تسبح في بحيرة بالقرب من المنطقة التي يصطاد فيها أسرت وجدانه من النظرة الأولى... و على اثر هذا...