²¹/⁰⁹/²⁰²¹ ¹⁸:⁴⁰
عندما تخبو النجوم و تزهد عيناي بريق النساء
ليشهد الكون أنني أنا، العاصفة... لعنت بحب زهرة الهندباء!🌀
قيد من فولاذ.. حلق جاف و أنفاس شائكة.. تطبق على صدره كما أطبقت حوله الضفائر الحديدية...
فتح عينيه.. رفع رأسه.. و داهمه الشعور المقيت.. هناك في خيمة صاحبها مجهول.. جالسا في منتصفها فوق كرسي خشبي قيِّد إليه بالسلاسل كالأسير...
تخبط متمرِّدا على قيده.. منتفضا بعنف لم يكن كافيا لكسر متانة الفولاذ.. قادرا على الإحساس في تلك اللحظة بخشونته تؤذي لحم صدره و ظهره و تخط خدوشها عليها..."ـ ساعدني!"
انبثق صوت مستنجد من العدم
"ـ أين أنت؟ سأسقط! ساعدني!"
توقف عن التخبط مرهفا السمع.. ثم تفاجأ باختفاء السقف و الخيمة و القيد.. و وجد نفسه حرا.. واقفا في زقاق طويل فصل بين أكواخ خشبية امتدت على طول الجانبين!
"- إلى ما تنظر!؟ تعال بسرعة!"
قطب ملامحه و نظر حوله بحيرة و تيه.. لتتوسع عيناه.. عندما وقعت أنظاره على ما تكوم عند قدميه... شعر! فارع الطول امتد أمامه على الطريق الطينية كبساط أسود.. فطفق يمشي حذوه و يهتدي به لسبيله المجهول.. يمشي و يمشي و لا يبدو أن الطريق سينتهي.. لكنه وصل في النهاية...
وقف أمام عريشة ضخمة خضراء تدلى منها الشعر العجيب.. و عندها علا الصوت المستنجد مرة أخرى:
"ـ لما تقف عندك؟ ساعدني بسرعة!"
رفع رأسه ببطء نحو مصدر الصوت.. و ارتعش قلبه
"ـ أنتِ؟!"
هتف بصوت محمّل بالصّدمة.. يتأملها و هي معلقة بأعلى كرمة العنب العملاقة و قد تشابكت خصلات شعرها مع أغصانها الرقيقة فعلقت و شلت حركتها..
"ـ أين كنتِ طول هذا الوقت؟"
صرخ بقهر متجاهلا توسلاتها بأن يساعدها.. فتأوهت متشبثة بالعريشة باستماتة حتى لا تنزلق و هتفت بعناد:
"ـ لقد علقت هنا!"
زم شفتيه بغضب عارم و هدر بجموح:
"ـ لن تتهوري و توقعي نفسك في المشاكل و تتوقعي مني أن ألتقفك في كل مرة!"
"ـ لكنني سأموت لو وقعت هذه المرة.. ساعدني.. للمرة الأخيرة.. أرجوك! أنا زوجتك!"
"ـ هل تذكرتِ هذا الآن فقط؟"
"ـ هناك سكين بالأسفل.. أرجوك.. خلصني قبل أن أقع.. لم أعد أستطيع التحمل أكثر"
ناظر اهتزاز ساقيها بتوتر.. ثم ذعر عندما انزلقت احداهما فهب يلتقط السكين من الأرض و شرع بتسلق العريشة بخفة و حذر إلى أن وازن نفسه حذوها.. و طفق يقطع خيوط الكرمة الكثيفة التي تشابكت مع خصلات شعرها إلى أن خلصها تماما!
أنت تقرأ
لعنة الغجرية (مكتملة)|| The Curse Of The Gypsy
Romansaينطلق فى رحلة صيد للترفيه عن نفسه في منزل ابن عمه الجبلي غير عالم أن هذه الرحلة ستغير حياته إلى الأبد، في اللحظة التي تقع فيها عيناه على حورية غجرية فاتنة تسبح في بحيرة بالقرب من المنطقة التي يصطاد فيها أسرت وجدانه من النظرة الأولى... و على اثر هذا...