الفصل 24: نفق

31.4K 1K 1.2K
                                    

27/06/2022 22:57

(⚠️ملاحظة: الفصل طويل لهذا في حال واجهتم صعوبة بترك تعليقات على الفقرات الرجاء إعلامي حتى أحل المشكلة)
_______________


لا تحزن، لا تخشَ الغرق
سأكون لك يراعة في النفق

أزرك مشدود، ظهرك مسنود
قلبي لك نورُ ما بعد الغسق

في تلك اللحظة عرف معنى الاكتمال!
كونه شخصا تتمثل وظيفته اليومية في مساعدة البشر على أن يصبحوا آباء و أمهات، بدا له الأمر عجيبا أن يجد نفسه فجأة قد أصبح أبا بدوره! كان يشبّه نفسه دوما ببائع الحلوى، حلوى لطالما استمتع بمنحها للناس لكنه لم يعرف مذاقها قطّ! و ها هو الآن قد تذوقها، و ربّاه! كم أنها حلوة!

قلبه كان يطرق في حلقه كالمطارق يسدّ الطريق على أنفاس ازدحم بها صدره، عيناه امتلأتا بلآلئ الدهشة و السعادة التي تضاعفت بداخله فجأة عندما التفت اليها، تلك الجالسة على بعد خطوات منه تؤرجح ساقيها و تتلاعب بهاتفها غافلة عن حالة الشلل التي ألمّت بأطرافه! تلك التي جعلت سدود عاطفته تنهار و تتفجّر و هو يدرك بذعر عاطفي أنها نالت المراد أخيرا! ريان أصبحت أمّا كما تمنّت! تلك الفكرة فقط كانت كفيلة بجعله ينسى و يهمل سعادته من أجل نفسه! فرحته بأمومتها غلبت على فرحته بأبوّته فغطّى فمه يكبت شهقة الإدراك كالأخرق عاجزا حتى عن تخيّل الخطوة التالية! ربّاه ريان حامل! حورية الجنّة تحمل صغيره! مهلا... أهي حقا حامل أم أنه يهذي؟!
شظف صدره فرفع يده يحتوي هدير قلبه و يوسّع فتحة قميصه طلبا للهواء و عيناه تتحققان من التحليل مجددا، التحليل الذي كان في ظروف أخرى ليعلن نتيجته بابتسامة عملية لبقة مع جملة مهنئة: "مبارك، أنت حامل!" لكن الظروف اختلفت هذه المرة! هذه المرة الحامل تكون زوجته هو!

"- يا الهي!"

أغلق شاشة الحاسب و انتفض واقفا و قد دبّ بعروقه حماس متّقد جعله يقف بلجلجة حمقاء و فم فاغر ببراعم ابتسامة بدأت تتفتح شيئا فشيئا و قد تحوّل قلبه لجمرة مشتعلة عندما وقعت عيناه على بطنها التي كانت تمسد أعلاها بانزعاج بائن على وجهها جعلها غافلة عمّا حولها، لسانه معقود و أطرافه ترتجف و تعصف به التساؤلات:
هل يخبرها الآن؟ أم يجهز لها مفاجأة؟ هل ستفرح بتحقق رغبتها بعد عناء أم أن فرحتها ستكون ناقصة لأن حساباتها تأخّرت و لأن الحمل في هذا الوقت قد يؤثر على جدول دراستها؟ ماذا لو تزامنت ولادتها مع الامتحانات؟ رباه في أي شهر ستلد أصلا؟
استفحل به الارتباك و لم يدر ماذا يفعل فوجد نفسه يتخذ السبيل الذي لم يكن يوما ليتخيل نفسه يتخذه في لحظة كهذه! وجد نفسه يهرب! تجاوزها مهرولا نحو باب الجناح يلقي بنفسه الى الخارج حيث الهواء الطلق! هناك حيث أطلق العنان لشهقة غير مصدقة و ابتسامة شقت وجهه لنصفين و هو يهرول نحو المكتبة مقتلعا بابها و مقتحما إياها بجنون صائحا بظفر:

لعنة الغجرية (مكتملة)|| The Curse Of The Gypsyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن