الفصل 27: انشطار

28.8K 964 2K
                                    

(⚠️ملاحظة: الفصل طويل لهذا في حال واجهتم صعوبة بترك تعليقات على الفقرات الرجاء إعلامي حتى أحل المشكلة)

أركضي... أهربي... و ابزغي كعنقاء من قلب الدَّيْجُور
أرعدي... أبرقي... و نازعي كالنبض في قلب حور

🌔

("- إذا... هـل نـبـدأ مــن الـبـدايــة؟
هـل تكـونيـن خطــيبتـي؟ يـا حـوريــة الـجـنـة؟؟"

"-حـوريــة الجـنـة؟"

"- إنّـهـن أجــمـل مـا أبـدعــته أيـدي الخــالق.. فلـيكــن هـذا لـقـبك ..إلى أن أصـادف مـن هـي أجـمـل مـنك"
هـمـس الجـملـة الأخـيرة بمكـر و هو يتخيّـل مـن قد تـكـون أجـمـل مـنها ...
فـتـاة صـغيـرة بـشعـر غجــريّ أســود فـــارع...
و بـعينـيـن خـضـراويــن!)

"- ما أدراك أنّها ستكون أجمل منّي؟"

أردفت بابتسامة رؤوم و هي تمرّر أناملها فوق تفاصيل وجه أميرة البرج الضاحكة ذات الفستان الوردي، فاستشعرت دفء أنامله يغزو مخبأ "الأميرة النّائمة" بداخلها، و وقعت أنفاسه المُسْتَهَامة على وجنتها و هو يقول بولع:

"- انّها ابنة حوريّة الجنّة و عاشقها، فكيف يمكن أن تكون؟"

تزيّن ثغرها بابتسامة التفتت لتهبها لعينيه ثمّ نظرت لرسمة الحائط مجدّدا و قالت و هي تطالعها بحنين:

"- هل كنت تقصدها حقّا؟"

طالع جانب وجهها بتحيّر فنظرت له لتهمس مفسّرة:

"- ذلك اليوم، قبل سنتين، هل كنت تقصد ابنتنا بحديثك عن تلك الحوريّة التي ستكون أجمل مني"

ابتسم بعمق غاصت فيه روحه لتمسك بخيوط الذكرى التي غزلها بصوته و هو يردف:

"- هل يعقل أن أقصد شيئا آخر؟"

"- حتّى في تلك الأيّام، حتى في أعتى حالاتي نزقا و تمرّدا، كنت دوما تملك أملا!"

امتزج الانبهار بالامتنان في صوتها و هي تقول ذلك بعد أن تحرّكت لتتحسّس بيدها زخرفة خشب المهد الأبيض الذي توسّط الغرفة... غرفة حور...

"- لم يكن أملا، بل كانت ثقة بأن اللّه حتما سيستجيب يوما لدعائي"

أردف بعذوبة و هو يستند بظهره على المهد و يرنو لملامح وجهها التي التاعت بتأثّر و تعلّق تهدّج به صوتها و هي تهمس و الجذل يغمر قلبها:

"- هل تتخيّل سعادتي بإدراك أنّ الله اختارني دونا عن جميع نساء الأرض ليزرعني في قلبك؟"

"- و هل تستطيعين أنتِ تخيّل سعادتي بإدراك أنّ الله اختارني دونا عن جميع رجال الأرض لأكون الشّخص الذي يكسر ختم قلبك؟"

احتقن وجهها باختلاجات مرهفة تجلّت في عينيها على شكل دموع أنذرت بانفراط عاطفيّ وشيك، فسارع يحتوي وجنتيها المخضّبتين برقّة كفّيه، مبعدا خصلة من شعرها الثائر خلف أذنها و هامسا بتملّك مؤجّج للمشاعر و هي تقف بين ذراعيه:

لعنة الغجرية (مكتملة)|| The Curse Of The Gypsyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن