²⁹/¹¹/²⁰²⁰ ²⁰:³⁰
" عيناك صمت يستعصى على الحروف التعبير عنه .. و ضحكتك قصائد يصوغها حبر شاعر رحمة بالمتولهين "
.
.
.
.
.
..
.
.
.
.
تأوهت و هي تلقي بثقل جسدها على جسد آيسيل الذي حملته طول الطريق بتجلد و طيب خاطر .. و من خلفهما كان هو يمشي بثوران لم تنجح زخات المطر في إطفائه .. يتقدمهم جميعا سيزار الذي هتف آمرا ببدأ تجهيز وليمة تليق بزيارة حفيدته و زوجها !!
هز ميران رأسه بقرف و سخرية .. ثم واصل خطواته الحثيثة دون أن تحيد عيناه عن خطواتها المتعثرة فوق الوحل الذي أوهن جسدها فأوهن قلبه بشكل غريب !!تهالكت على السرير الأرضي بألم باسطة ساقها التي تخدرت بأوجاع فضيعة لتمسح آيسيل على وجهها بحنان تدرأ عنه قطرات المطر التي توشح بها جسدها بأكمله و هتفت بلهفة :
"- دقائق فقط .. سأحضر لك ملابسا جديدة "
ثم هبّت نحو الغرفة الداخلية لتخرج بعد لحظات بفستان في يدها الا أنها انتفضت عندما اصطدمت بذلك الحائط البشري الضخم لتتراجع هاتفة بسخط :
"- ماذا تفعل هنا ؟ "
نظر لها ميران و كأنها مسكينة عقلية قبل أن يردف بسماجة :
"- أنت تدركين تفاهة سؤالك أليس كذلك ؟ "
تلجلجت آيسيل ثم نظرت لريان التي أمسكت ساقها و رشقت ميران برصاص نظراتها الطائشة قبل أن يرتفع صوت رجولي آخر هتف به صاحبه بصرامة بعد أن ولج الى البيت الصغير :
"- ما الذي تفعلينه هنا يا آيسيل ؟ "
اتسعت عيناها كما هو الحال مع ريان التي حولت نظراتها العدائية نحو جدها الذي وقف يشحن الأجواء أكثر بحضوره المهيب حاملا حزمة ملابس بين يديه بينما يهتف بآيسيل آمرا :
"- هيا الى الخارج يا صغيرتي .. أتركي ابنة خالتك و زوجها يرتاحان قليلا على انفراد "
انطفأت ثورة آيسيل على الفور عندما واجهها بالحقيقة : زوجها !! هو كان زوجها !! و هي الوحيدة الدخيلة هنا !!
أما ميران فقد رمق سيزار بصدمة مزدوجة .. صدمة من هذا المتوحش الذي فقد توحشه فجأة و تحول الى رجل تحتكمه عاطفة الأبوة ! و صدمة من كونه يدرك لأول مرة بأن آيسيل لم تكن اخت ريان بل ابنة خالتها .. و لم يسعه سوى أن يفكر : مالذي قد يعرفه عنها أكثر في الوقت الذي سيقضيه مرغما في هذا المكان !
ابتلعت ريان غصة غضب و قهر و نقمة و هي ترى آيسيل تغادر منكسة الرأس بعد أن وضعت فستانها و بادلتها نظرة شوق .. ثم نظرت لذلك الذي وقف تحت سقف بيتها الصغير مقتحما اياه بوقاحة .. و لم تجرؤ على الاعتراض أو النبس بكلمة .. لأنها لم تكن تضمن ما سيفعله جدها في حال اكتشف طبيعة العلاقة المسمومة التي تجمعها بزوجها المزعوم ..
التفت سيزار نحو ميران الذي وقف يرشقه بنظرت عدائية بادلها هو بأخرى حيادية و هو يمد اليه بحزمة ما و يقول ببحة صوته المميزة :
"- دبرت لك بعض الملابس "
نظر ميران بجفاء لتلك الكنزة القطنية البيضاء و البنطال الأسود ثم دفع بهما نحو سيزار و هتف بكره :
"- لا نريد منك شيئا .. أساسا سنغادر ما أن تشرق الشمس .. و في تلك الأثناء أسدي لي معروفا و لا ترني وجهك "
اتسعت عينا ريان بصدمة حقيقية .. تلك كانت المرة الأولى التي ترى فيها أحدا يحادث جدها بتلك الطريقة المهينة !! و لوهلة فكرت أن سيزار الذي تعرفه لن يتوانى عن زهق روح هذا المتهور و القاء جثته في الجرف ! و كم انتشى عقلها بهذا التخيل !
لكن سيزار خيّب ظنها .. بل دفع بالملابس لميران مجددا و همس له و الشرر يتطاير من عينيه :
"- أنت على أرضي .. تحت سقف بيتي .. أظن أنه من الأفضل أن نؤسس لهدنة صغيرة مؤقتة بيننا ريثما يعود كل شيء الى نصابه .. أليس كذلك ؟؟ "
نظر ميران لريان التي انكمشت على نفسها بارتعاش تراقب جدالهما بأعين ثائرة ليدرك فجأة أن سيزار محق .. هو لم يكن يثق به .. في النهاية هو كان نفس الرجل الذي دمّر حفيدته و كسر ظهرها بيديه .. و هو لا يضمن سلامة ريان و سلامته طالما أنه - كما قال - يقف على أرضه .. نفس الأرض التي تعرضت فيها ريان للاغتصاب !! الأرض التي على الأرجح يقف فوق سطحها مغتصب زوجته و ربما على بعد أمتار قليلة !!
توهجت صفارات الإنذار في داخله و رفع دروعه .. يجب أن يكون متيقظا .. و الأهم من هذا يجب أن يحافظ على الجسور التي مدها سيزار بينهما .. هذا ان كان يريد مغادرة هذا المكان دون خسائر !
أنت تقرأ
لعنة الغجرية (مكتملة)|| The Curse Of The Gypsy
Romanceينطلق فى رحلة صيد للترفيه عن نفسه في منزل ابن عمه الجبلي غير عالم أن هذه الرحلة ستغير حياته إلى الأبد، في اللحظة التي تقع فيها عيناه على حورية غجرية فاتنة تسبح في بحيرة بالقرب من المنطقة التي يصطاد فيها أسرت وجدانه من النظرة الأولى... و على اثر هذا...