#بين_دروب_قسوته
#الفصل_الثالث
#ندا_حسن"كان الفراق فراق مسافات، الآن أصبح فراق أرواح"
بقيت بنظراتها المصدومة عليه، عينيها الواسعة اتسعت أكثر برفض تام لما تحدث به، بقيت تنظر إلى عينيه بعمق وذهول غريب، تتسأل في نظرتها كيف استطاع أن يهتف بتلك الكلمات؟ كيف هان على قلبه أن يفكر بتلك الفعلة الدنيئة بها، فقط لكي تكون زوجته ومعه سيفعل أي شيء!.. هي بالأساس كانت معه وهو من أضاعها من بين يده.. هو من خان قلبها وروحها معًا..
من يرى نظرتها إليه الآن يعتقد أنه ضربها بنصل حاد غرز داخل قلبها المفتور ألمًا وحده، يرى كم الخذلان الذي تعرضت له على يده.. يرى كل شيء مؤلم لا يستطيع أحد تحمله أبدًا ولكنها تحملت..
نفضت يدها بقسوة ونظرتها نحوه تحمل اشمئزاز وتقزز لأ نهائي ولكنها تسائلت بعتابٍ واضح:
-قدرت تنطقها!.. قدرت تفكر كده بعقلك؟
أطال النظر عليها، على ملامح وجهها التي تزف الصدمة الكاملة إليه، إنه تحدث بكلمات فقط، ولن يتراجع عنها لأنه ليس مُستعد أبدًا لخسارتها، أجابها بنظرة جادة قاسية:
-آه قدرت وهقدر أعملها وأنتي عارفه كده كويس
حركت عينيها ذات اللون الزيتوني عليه، عقلها لا يستوعب أنه يهتف بنبرة جادة هذا الحديث، كيف لشخص عاشق أن يُخيل له فعل ذلك:
-ده مش حب
نفى ما قالته مؤكدًا بقوة أنه يحبها ساردًا عليها كل ما حدث ربما تكون نسيت ما فعلته وما فعله هو، أترى بعد كل ذلك أنه ليس حب؟:
-لأ حب، حب مُميت كمان.. أنتي عارفه إن في بينا قصة من وإحنا عيال بس إحنا كبرنا خلاص جيت أطلبك للجواز قولتي لأ عندي دراسة وجامعة وعملتي فيها الإنسانة الجامعية وأنتي كنتي فاشلة أصلًا عملت نفسي عبيط وقولت مش مهم محصلش حاجه... خلصتي الجامعة وخلاص الحمدلله نيجي نتجوز بقى لأ نعمل خطوبة على أساس مش عارفين بعض مش كده؟..
لم تخفض بصرها من عليه بل كانت تعمق النظر به وبكل حركة بسيطة تصدر منه، تدور بالكلمات الذي يهتف بها داخل عقلها وحقًا إلى الآن لا تستوعب ما الذي يحدث
أكمل مُشيرًا بيده وعينيه عليها بقوة:
-عامر استحمل الهبل اللي بيحصل وقال ماشي يجي معاد الفرح تقوم الهانم مأجلة الفرح قال ايه بيكلم واحدة عليا.. مستنية مني ايه بعد كل العذاب ده.. إني أقولك ماشي يا حبيبتي مش مهم فركش!.. لأ مش فركش يا سلمى أنتي ليا مهما حصل غصب عن عين الكل
تسائلت بذهول غير مصدقة أنه يرى الأمر هكذا؟ ألا يرى كم المعاناة التي تمر بها معه؟:
-أنت واعي للي بتقوله؟
أنت تقرأ
بين دروب قسوته "ندا حسن"
Romance"وصلت معه إلى أسمى درجات الحب والهوى، مُنذ الصغر وهو فارس أحلامها ورفيق دربها، لكن في كل مرة قبل إكتمال فرحتها بزواجهما يأتي في لحظة خاطفة ويسرق منها هذه الفرحة بأبشع الطرق!، يحبها ويعشق كل ما يأتي منها ولكن طبعه يغلبه دائمًا ويفعل الخطأ عينه، متناس...