الفصل السادس عشر

13.7K 537 156
                                    

#بين_دروب_قسوته
#الفصل_السادس_عشر
#ندا_حسن

"حبه لها كان هوس وجنون"

عادت "سلمى" من الجمعية بعد ذهاب "هشام" حيث أنها لم تستطع تكملة اليوم ولا العمل وكل ما بقيٰ في خاطرها هو التفكير في حديثه و "عامر"!..

كانت تعلم أن "عامر" في المنزل ولم يذهب إلى مكان واستمعت إليه في الصباح يكلف تلك الفتاة التي تُسمى بـ "جومانا" بكل شيء اليوم..

ورأت "هدى" أيضًا وعلمت أنها لم تذهب مثله..

بعد أن جلست قليلًا وأخذت أنفاسها صعدت إلى الأعلى حيث غرفة "عامر"، وقد كانت أخذت قرارها بعد كثرة التفكير الذي داهمها منذ أن رأت ذلك الحـ ـقير..

ولجت إلى الغرفة بعد الاستماع إلى أذنه لها بالدخول، وجدته يدلف من الشرفة إلى الغرفة ويده اليمنى على بطنه في موضع جرحه والأخرى أمام شفتاه يدخن سيجارة بها..

تقدمت وأغلقت الباب من خلفها ثم وقفت تنظر إليه بعينين هادئة مُرهقة:

-التدخين مُضر.. بلاش في الفترة دي حتى، أنت تعبان

دعس السيجارة بيده في باب الشرفة ثم ألقاها إلى للخارج وتقدم من "سلمى" ينظر إليها بعينيه البُنية الساحرة وكانت نظرته مُدققة بها ذات معنى وتسائل بصوتٍ خافت:

-بتخافي عليا؟

حركت زيتونية عينيها على جميع ملامح وجهه بتوتر وابتلعت ما وقف بحلقها ثم أجابته بهدوء:

-أكيد بخاف عليك

أقترب منها إلى الغاية ووقف أمامها يفصل بينهما الهواء المار ليس إلا، علق عينيه على عينيها وأردف مُتسائلًا:

-اومال ليه ده مش باين؟

تنفست بغير انتظام وقالت بجدية وهي تبادلة النظرات المتعطشة إلى أي مشاعر تُرى بينهما:

-أنت اللي مش شايف

وقف صامتًا ينظر إلى عينيها، متردد كثيرًا، يود البوح بكثير من الأشياء ولكنه لا يستطيع، يخاف أن تكون كاذبة وأصبحت أخرى تكذب عليه كي يتركها تعيش وتنعم بالحياة التي قتلتها..

يخاف أن تكون تخلت عنه بالفعل وألقت كل ما كان بينهم كي يتطاير متناثرًا مع النسمات الموزعة في الهواء..

ابتلعت ما وقف بجوفها مرة أخرى، انخفضت برأسها إلى الأرضية ثم مرة أخرى رفعتها تنظر إليه تحاول أن تستجمع شتات نفسها كي تبدأ الحديث معه وتقنعه بما تريد..

أردفت بنبرة جدية حازمة:

-أنا.. أنا عايزة أجل معاد الفرح، وكده كده أنت تعبان

ابتسم بسخرية وما أتى بذهنه يُلقى عليه الآن منها ويؤكد كل ما كان يكذبه:

-وأنا مش هأجل معاد الفرح.. والجرح اللي في بطني ده مش هيمنعني عن الجواز، ده جرح سطحي أوي متقلقيش أنتي

بين دروب قسوته "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن