الفصل الخامس والعشرون والأخير

26.3K 671 180
                                    

#بين_دروب_قسوته
#الفصل_الخامس_والعشرون_والأخير
#ندا_حسن

وقف "هشام" في الخارج مع ابنة عمه بعد أن وضع يده على جيب بنطاله من الأمام والخلف يبحث عن هاتفه المحمول الذي ربما يكون فقده في الداخل، وستكون هذه مشكلة كبيرة إن وجده أحد..

أشار إليها لتذهب إلى السيارة الخاصة بها قائلًا:

-أمشي أنتي خدي عربيتك وأنا هحصلك.. شكلي نسيت موبايلي جوا

أومأت إليه برأسها وتلهفت حقًا لتركه في الانتظار هنا فهذا المكان لا يشكل إلا خطرًا كبيرًا لحياتهما، أردفت بجدية قائلة وهي تذهب من أمامه:

-متتأخرش بس

أومأ إليها هو الآخر ثم نظر إليها وهي تصعد السيارة وتنطلق بها مُبتعدة عن المكان، نظر في أثرها لحظة والأخرى ثم استدار من بعد ذلك كي يدلف إلى الداخل مرة ثانيةً ليأخذ هاتفه ويرحل خلف ابنة عمه..

ولكنه لم يكن متوقع أن ما ينتظره سيحدث بهذه السرعة، في لمح البصر كانت عربات الشرطة تتوجه ناحيته من الطريق المخالف لطريق ابنة عمه ومعهم سيارة "عامر القصاص".. دق قلبه بعنف وارتعشت قدماه في وقفته يبتلع ريقه الواقف بحلقه ولم يستطع فعل أي شيء سوى أن يركض ناحية سيارته كي يذهب هو الأخر سريعًا..

لكن حظه العثر لم يساعده على وجود المفتاح بها فهنا أدرك أنه قد قبض عليه حتمًا..

خرج من السيارة سريعًا محاولًا الهرب ركضًا على قدميه ولكنه تفاجئ بوجود عناصر الشرطة تركض ناحيته من كل إتجاه وأصبح محاصرًا بينهم ليس هناك أي سبيل للهرب منهم.. ليته ذهب مع ابنة عمه وترك ما تركه هنا

وجد من يجذبه من الخلف جاعلة يستدير إليه صارخًا بعنف وهو يلكمه في وجه بقوة وعنف، نظر في وجهه ليراه.. إنه هو، ابتسم بوجهه بسخرية وتشفي مُحاولًا أن يظهر شماتته به ولكن الآخر لم يكن صبور إلى هذه الدرجة بل لكمه مرة أخرى أقوى من الأولى وأعنف ومازال الآخر يبتسم..

صاح "عامر" بصراخ وعصبية ضاغطًا على عنقه وهو مُستسلم له تمامًا:

-سلمى فين؟

أراد "هشام" أن يشتته إلى أن تتم المهمة في الداخل ويقوم بالتخليص عليها وتسليمها إليه جـ ـثة هامدة فقال:

-مش هنا.. سلمى في مكان بعيد محدش يعرفه غيري

ضغط على عنقه أكثر وهو يسأله مرة أخرى بنفاذ صبر والقلق يعمي عيناه عن كل شيء وقلبه ينذف حزنًا وألمًا لفراقها:

بين دروب قسوته "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن