الفصل السابع

16.3K 681 135
                                    

#بين_دروب_قسوته
#الفصل_السابع
#ندا_حسن

"انتفاضه شعر بها القلب في لحظة خوف كادت أن تقتله"

ثبتت عينيها على خاصته بخوف وذعر شديد، قلبها أصبح ينبض بقوة وشدة غير معقوله بخفقات متتالية على غير العادة.. أنفاسها غير منتظمة وملامحها تحولت إلى شخص آخر خائف متوتر بشدة..

ما الكذبة التي تستطيع أن تختفي بها الأمر وتدلف عقله؟ ما المُبرر الذي تستطيع أن تخترعه في لحظة ويصدقه!..

حاولت أن تنظم وتيرة أنفاسها وتنظر إليه بجدية ماحية تلك النظرة التي تحتلها الرهبة وما بداخلها أكثر منها.. حاولت أن تبقى على الثبات لتستطيع أن تفكر في الإجابة السريعة والتي طالت كثيرًا وهو مازال أمامها كما كان لم تتغير ملامحه ولو بشيء بسيط..

مازال مُخيف، مُهيب يلعب على أعصابها بطريقة غير مرغوبة أبدًا...

أبعد نظرة عينيه من عليها وتقدم منها بوجه جامد حاد تعابيره مقتولة.. أبتلعت ما وقف بحلقها عندما وجدته تحرك ناحيتها بعينين سوداء ونظراته تقتلها.. ولكنه تخطاها وتقدم إلى بوابة الفيلا التي كانت قامت بفتحها لتدلف إلى الداخل..

وقف أمام البوابة ثم أمسك المقبض الحديدي الكبير بيـ ـده وجذبها مرة أخرى لتُغلق كما كانت.. عاد إليها مُنتظر منها رد على سؤاله البسيط للغاية الذي ألقاه عليها ومن هنا بدأ الشك يسلك طريقه إلى قلبه من ناحيتها..

أطبق يده بقوة على الورقة وكأنه يستعد للكم أحدهم في وجهه، عينيه أصبحت عليها مرة أخرى بحدة وقسوة ثم أعاد السؤال بطريقة واضحة ضاغطًا على كل حرف من كلماته لتظهر بنبرة جادة قاسية:

-سألتك تعرفي هشام الصاوي منين؟ ردي عليا

أبتلعت ما وقف بجوفها مرة أخرى ونظرت إليه عن قرب، لا تخاف منه ولا تهابه وعلى مدار العامين الماضيين والسنوات السابقة وخلال كل ما حدث بينهم لم تكن تخافه ولكنها تعلم جيدًا متى عليها أن تخاف منه.. وكان هذا هو الوقت المُحدد ولأجل ذلك أخفت عن الجميع ما يحدث معها..

تفوهت بنبرة حاولت قدر الإمكان أن تجعلها جادة حتى لا يشك بأمرها وجعلت عينيها عليه حتى لا يشعر بأنها خائفة:

-معرفوش

رفع الورقة التي هشمها بين يده القوية وتسائل ثانية مضيقًا عينيه عليها بشك واستغراب:

-ده معاكي بيعمل ايه؟ ووصلك منه إزاي؟

أغمضت عينيها للحظة واحدة وفتحتها مرة أخرى بعد أن توصلت إليها الإجابة السريعة المقنعة إليه وإليها:

-إيناس.. الشيك ده إيناس اللي جابته من عمها تقريبًا أو ابن عمها مش عارفه بصراحة تبرع للجمعية وأنا أخدته

بين دروب قسوته "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن