#بين_دروب_قسوته
#اقتباس
#ندا_حسنأخذت نفس عميق ثم وقفت أمام الباب من الداخل، أمسكت المقبض بيدها وأدارته لينفتح الباب مع حركة يدها التي تجذبه للداخل..
كانت الصدمة كبيرة عليها هذه المرة، اتسعت عينيها بقوة وانخفض ضغط الدم بجسدها، ارتمى قلبها أسفل قدميها وتوقفت دقاته هنا، أو تسارعت أكثر وكأنه في سباق عليه الفوز الحتمي به.. لا تستطيع التحديد الآن ما الذي يحدث به..
لم تستطع حتى أن تبتلع ما وقف بحلقها بعد رؤيته هنا، نظراتها مُثبتة على عينيه، جسدها بدأ بالارتجاف بقوة وأنخفضت يدها عن مقبض الباب والخوف احتل كل خليه بها..
الرهبة واللهفة المُتعطشة لأي حركة قد تدلها على الخير وأن القادم لن يكون سيء، ولكن ذلك لن يحدث..
لم يكن هو يحتاج لأي نظرة خوف أو عتاب، أو رهبة منها، لأنه لن يتراجع عما يريد، إن كانت مرت عليهم ليالي تحمل من السوء ما يكفي فهذه الليلة ستكون بداية الأسوأ الذي ينتظرها..
عينيه انخفضت عليها غمامة سوداء حالكة حادة، نظرتها جامدة قوية تحمل من القسوة ما يكفي بلاد الاحتلال، شفتيه لو تراها وهي مضمومه بهذه الطريقة وفكة الذي يتحرك بعنف ضاغطًا على أسنانه في الداخل ستقول أنه على وشك قتل أحدهم..
صدره يعلو وينخفض بغضب عارم، جسده مُتصلب وبقوة، يضغط على يده الاثنين بعنف حتى ابيضت مفاصلة ونظرته نحوها كانت تحمل كل الشر الموجود بقلبه ناحية كل من أراد التفريق بينهم..
عينيها لم تصدق الذي رأته وقلبها لم يساعدها والتفكير الذي دائمًا موجود برأسها اختفى الآن تاركّا إياها في عطلة لم تكن تريدها أبدًا، رهبتها وخوفها من أن يفهم ما يحدث بأنه خطأ أكبر بكثير من خوفها الذي احتل الموقف بينهم بعد هذه النظرات التي تقول إنه هنا لقتلها لا محالة..
تقدم خطوة والأخرى ببرود تام وعينيه لم ترمش مرة واحدة، حادة عنيفة قاسية كما هي مُثبتة على عيون الزيتون خاصتها، يبشرها بكل عنف وقسوة قادمة إليها منه، يبشرها بكل ما هو سيء قام إليها منه..
تراجعت خطوة خلف الأخرى كلما تقدم هو، ابتلعت ما وقف بجوفها منذ أن رأته ولم تكن تستطيع فعلها، حاولت أن تجعل صوتها يخرج لتخفف حدة ما يحدث، لتخفف نظرته نحوها ولتبرر موقفها الذي يحكي وحده عما يدور من دون علمه.. وللحق لو أحد آخر غيره لن يصدق أي حديث تقوله..
ابتعدت شفتيها عن بعضهما في محاولة بائسة منها لشرح موقفها العثر، وأصبحت وتيرة أنفاسها عالية لاهثة، تعود للخف وهو يتقدم إلى أن بقيٰ معها داخل الشقة، ثم دفع الباب بيده بقوة وعنف ارتجفت لها الجدران وارتجف جسدها معها.. ومازالت عينيه عليها لم تتحرك..
هنا ابتلعت ما وقف بجوفها مرة أخرى ناطقة باسمه بنبرة خافتة تُكاد تكون مختفية من الأساس، وعينين ترتجف كارتجاف شفتيها وجسدها:
-عامر
اصطدمت بالحائط خلفها الذي كان يقابل باب الشقة مُبتعدًا عنه بضع خطوات وقد تخطتهم هي وهو معها..
وقف أمامها مباشرةً عينيه كما هي لم يتغير أي شيء بها، سوداء حالكة، تنتظر فرصة الانقضاض عليها التي ستكون رابحة، عليه فقط أن يحسم الأمر
ابتعدت شفتيه عن بعضهما بنبرة حادة كالسيف لحظة تقدمه لقطع رقبة أحدهم:
-هو فين؟
لم تعد تستطيع التحكم بنفسها، خوفها منه يقتلها دون رحمة، وتعابيره لا تسعفها على التبرير أو المحاولة حتى في براءة نفسها:
-هو... هو مين؟
حرك لسانه داخل فمه في حركة يفعلها دائمًا، وأبعد عينه عنها إلى الفراغ المجاور لها، تابعته بعينيها ليس اعتقادًا منها أنه سيهدأ بل هي تعلم ما القادم..
برهة واحدة قد مرت وكان يتمسك بخصلات شعرها السوداء القصيرة من الخلف يجذبها معه إلى الداخل وهو في حالة اهتياج لم تراها من قبل، صاح بصراخ قائلًا:
-الوسـ* اللي أنتي معاه هنا.. هتعملي نفسك هبلة يا بت القصاص.. وديني ما أنا فايتكم
❈-❈-❈
اقتباس مقدم.. ارجوا إنكم ترجعوا للفصل اللي فات وتشوفوا التقدير عليه عامر إزاي، بجد إحباط 🙂🙂♥️
أنت تقرأ
بين دروب قسوته "ندا حسن"
Romance"وصلت معه إلى أسمى درجات الحب والهوى، مُنذ الصغر وهو فارس أحلامها ورفيق دربها، لكن في كل مرة قبل إكتمال فرحتها بزواجهما يأتي في لحظة خاطفة ويسرق منها هذه الفرحة بأبشع الطرق!، يحبها ويعشق كل ما يأتي منها ولكن طبعه يغلبه دائمًا ويفعل الخطأ عينه، متناس...