الفصل الثالث والعشرون

15.4K 592 171
                                    

#بين_دروب_قسوته
#الفصل_الثالث_والعشرون
#ندا_حسن

وضع عينيه عليها يتابع حالتها الغريبة عليه، مؤكد ما حدث بينهم لا يستدعي ذلك أبدًا، أقترب إلى الداخل باستغراب تام ينظر إليها بدقة ويرى نظراتها نحوه المُعاتبة بشدة، الحزينة والكارهه له، أقترب أكثر ووقف أمامها دهشته واستغرابه لوضعها أُرسل إليها بوضوح واستمعت إلى صوته الجاد يهتف بقلق مُتسائلًا:

-سلمى! مالك

عينيها كانت تتابع اقترابه منها، ترفع رأسها إليه لتستطع الوصول إلى ملامحه بعينيها وهي جالسة، وهو يقف شامخ طوله، رجل قادر، ليس مبالي بأي شيء يحدث لهما، بل لها، لها وحدها..

وقفت ببطء وهدوء، تقدمت خطوة بعد وقوفها لتكن أمامه مُباشرة، رفعت رأسها قليلًا تقابله بنظرات عينيها الزيتونية المُعاتبة والكارهه في ذات الوقت ثم حركت شفتيها بابتسامة ساخرة والدموع تنهمر على وجنتيها:

-ليه؟ ليه عملت فيا كل ده؟ أنا اذيتك طيب؟ دا أنا غلطي الوحيد إني حبيتك... ومكنش المفروض اتعاقب على الغلط ده منك أنت

حرك عينيه البُنية المُستغربة عليها، تقدم خطوة هو الآخر ورفع يده على وجنتها يحاول إزالة الدموع بإبهامة وهو يهتف مُتسائلًا بصوت حاني:

-سلمى في ايه؟ أنا مش فاهم حاجه

ابتسمت مرة أخرى ساخرة وهي تبعد يده عنها بتقزز واشمئزاز:

-مش فاهم؟

مرة أخرى تكمل حديثها وهي تستدير إلى الخلف تنحني للأمام تأخذ الهاتف من على الفراش ثم توجهت إليه مرة أخرى تُصيح بعنف:

-أفهمك أنا

نظرت إلى شاشة الهاتف تحاول العبث به بيد مُرتعشة للغاية تحت نظراته المُستنكرة لما يحدث منها، رفعت الهاتف ليبقى بينهم وضغطت على زر رفع الصوت ليستمع هو إلى صوته وكلماته التي أوقفت قلبها وسلبت منها روحها إلى آخرها..

لم يهتم بحديثه أبدًا الذي يستمع إليه فهو يعرفه جيدًا بل وجه عينيه الاثنين ينظر إليها بلهفة وقلق، يتابعها بحيرة وخوف..

دق قلبه بعنف وارتفعت وتيرته بقلق خالص وعقله توقف عن التفكير تمامًا، أو عبث به وهو ينظر إليها غير مُستقر على شيء واحد..

من أين أتت بهذه التسجيلات؟ كيف توصلت إليهم؟، هل من تلك الحقـ ـيرة "إيناس"؟ ولكن الأخرى من أين أتت بهم؟

ما الذي سيفعله معها الآن؟

حاول الإمساك بيدها يهتف بجدية عاقدًا حاجبيها:

-سلمى دي حاجات قديمة أكيد مش هتحاسبيني عليها

دفعت يده بعصبية مُبتعدة عنه إلى الخلف، تُصيح بعنف وصوت عالي ونظراتها نحوه تحمل الاشمئزاز والتقزز:

بين دروب قسوته "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن