الفصل العشرون

17.2K 516 177
                                    

#بين_دروب_قسوته
#الفصل_العشرون
#ندا_حسن

وقف جوار باب السيارة بعد أن أغلقه وعينيه التي تحول لونها إلى الأسود القاتم مُثبتة عليهم، واحدًا خلف الآخر ينظر إليهم بثبات وجدية والقسوة بادية على ملامحه وعدم الخوف منهم ظهر إليهم وانبعث في لمح البصر..

وجه حديثه إلى واحدًا منهما قائلّا بجدية مُصطنع الغباء:

-ايه يا رجالة.. ما تفتحوا الطريق

أجابه ذلك مُعقبًا بنظرة ذات معنى قوي قد تفهمه الآخر:

-طب ما تشخلل علشان تعدي الطريق

ابتسم "عامر" بتهكم واضح ووزع بصره عليهم قائلًا بسخرية ولا مبالاة تامة:

-أشخلل بايه طيب.. فلوس؟ مباشيلش كاش، موبايل؟ عليه شغل والله مقدرش أتنازل عنه.. العربية لأ موديل السنة دي غالية وجديدة.. مكنش يتعز والله

عدم الإهتمام الذي تحدث به وظهور لا مبالاته وعدم خوفه منهم استفز داخلهم بشدة فصاح واحدًا منهم ساخرّا مثله:

-أنت مثلًا

اتسعت ابتسامته وهو يقف غير مُعتدلّا مُوضحًا له أنه لن يعود عليهم بالنفع أبدّا:

-لأ معتقدش إني انفعكم.. انتوا عايزين واحدة حلوة مقطقطة من شارع الزنقة

تقدم ذلك الرجل المُمسك بتلك العصاة بيده ووقف أمامه قائلًا وهو ينظر إليه مباشرة بعيون إجرامية خالصة:

-لأ تنفعنا.. تنفعنا أوي كمان.. إحنا بس عايزين عاهة

لوى شفتيه وحرك رأسه من الأعلى إلى الأسفل يستمر في اللا مبالاة الخاصة به مُتسائلّا:

-قولتولي.. عاهة وهتبقى مُستديمة بقى ولا نص نص

أجابه نفس الرجل بثقة كبيرة:

-مستديمة إن شاء الله.. لو قومت منها

تحرك "عامر" وهو يستدير إلى السيارة مرة أخرى قائلًا بفتور وسخرية:

-طب يلا يا شاطر أنت وهو افتحوا الطريق

أقترب منه أول من تحدث معه ووقف أمامه مباشرة ثم ابتسم ساخرًا بسبب ذلك البرود المأخوذ منه، لكنه أدار وجهه للناحية الأخرى ثم أخرج من جيبه مدية ورفع إياها في لمح البصر أمام وجهه مُتحدثًا بعنف وشراسة:

-ولا.. أرجع كده بدل ما تزعل بجد وإحنا ناوين يبقى زعل على خفيف

رفع "عامر" عيناه على تلك المدية المرفوعة في الهواء على استعداد تام أن تهبط على وجهه:

-المفروض إن البتاعة اللي في ايدك دي هتخوفني

أومأ إليه الآخر ساخرًا

-اه تخيل بقى

تابعه "عامر" بشجاعة وهتف قائلًا:

-طب شيل اللعبة دي ولو عايز تعملي عاهة خليها بايدك

بين دروب قسوته "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن