الفصل الرابع عشر

16.5K 637 174
                                    

#بين_دروب_قسوته
#الفصل_الرابع_عشر
#ندا_حسن

"اعتراف بالحب المكنون داخل قلب مُفتت من الحزن"

ألقاها في قاع بئر فارغ في صحراء جرداء، تركها وحيدة مع سواد الليل وصوت الذئاب البشرية التي نهشت في جسدها دون أن تدري..

منذ أن رحل وتركها وهي تبكي على عمر أضاعته في رفقة خائنة كانت تكذب عليها وتقوم بخداعها لأنها غبية..

كانت تقوم بخداع من أحبتها كشقيقة لها، جعلتها صديقة "سلمى القصاص" ابنة أحد أهم الأشخاص في البلدة بأكملها، جعلتها تدلف حياتها وتسرد عليها كل ما يحدث بها وأحيانًا تأخذ رأيها وتقوم بتنفيذه عندما يروق لها..

إلى هذه الدرجة كانت عمياء عنها؟ ولكنها لم ترى منها حقًا أي مما يثير ريبتها، لم ترى أي شيء سيء منها وإلى الآن تعترف بهذا الشيء ولكنها كانت تخفيه داخلها، تظهر إليها ورود الربيع وكأنها ملاك مُجنح.. وفي الحقيقية كانت شيطان أسود معذب لقلبها..

الآن تندب حظها العثر وعقلها الغبي الذي لم يصدق "عامر" متى كان يريد أن يؤذيها؟ متى كان يريد لها الشر؟ لقد كان الحامي الأول لها، كان كل شيء وأي شيء تريده.. لما لم تستمع إلى حديثه المُحذر إياها؟..

لا تعلم إن كان هذا تخطيط إلهي أو أنه تخطيط من هؤلاء الحيوانات المُفترسة ليجعلوها تقع في فخهم المنصوب إليها بكل ترتيب..

السؤال هنا هي لما فعلت بها ذلك؟ هي لم تفعل معها أي شيء سيء بل بالعكس، حتى أنها تعرفت عليها في البداية صدفة بحته أو ربما لم تكن صدفة كان كل ذلك تخطيط والآن كانت الفرصة المناسبة..

ربما "عامر" لم يخونها كما قال وهي من أرسلت الفتاة إليه؟ إنه قال لم يراها ولم ينادي إياها بل وجدها فجأة تقف معه وتضع يده عليها والأخرى قامت بتصويره هذا متوقع.. بل مؤكد هذا ما حدث..

وضعت يدها فوق فمها تكتم تلك الشهقات والقهر المُنبعث من داخلها، الآن فقط علمت أنها من كانت الخطأ منذ البداية، لو ابتعدت عنها لم يكن ليحدث كل ذلك، لو حتى وثقت به وقالت أنه بريء كما قال ولم تُصر على الرحيل لم يكونوا أهلها قد تركوها، لم تكن انفصلت عنه لمدة عامان وجعلت نفسها إليه القاضي والحاكم في قضية ليس له بها ذنب وقامت بالحكم عليه ظلمًا وأعطته المؤبد!..

يا الله كيف فعلت كل ذلك، كيف تركت نفسها إلى تلك الحقيرة تحركها بسهولة هكذا!.. أنه كان محق عندما قال أنها السبب الأول في موت عائلتها، لقد أتضح أنها السبب في كل شيء..

هي من كذبته فأنفصلت عنه، توفت عائلتها بالكامل بسبب إصرارها على الرحيل، تركته وحده ليعود مرة أخرى إلى معاناته القديمة وليعود إلى المشروب من جديد غير قادر أن يتحكم في نفسه..

بين دروب قسوته "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن