#بين_دروب_قسوته
#الفصل_الرابع_والعشرون
#ندا_حسن"لا يساوي أي شيء دونها.. يعلم أنه "عامر القصاص" لا يكون هو إلا بها"
غرفة مظلمة كغرف السجن الانفرادي لا يدلف إليها أي بصيص من النور إلا عبر النافذة الصغيرة في أعلى الحائط خلفها مُحكمة الغلق بأعمدة الحديد..
وذلك الباب المُغلق منذ أن استفاقت وعادت إلى وعيها، أين هي؟ من أخذها بهذه الطريقة؟ ولما فعل ذلك؟ وما الذي سيحدث لها؟ كل هذه أسئلة تهطل على عقلها في كل ثانية تمر عليها.. وقد كان الوقت طويل للغاية وذلك لأنها حتى لا تعرف ما المدة التي قضتها هنا..
في ظل تلك الزحمة داخل رأسها لم تكف عن التفكير بما بدر من زوجها وتلك الصديقة الخـ ـائنة، في ظل كل ذلك كانت وخزة قلبها أكبر من أي شيء حدث في السابق بينهم..
تلك الدموع التي تهطل على وجنتيها دون أي صوت دليل على كل الآلام المُنبعثة من داخلها تريد أن تكون مُحررة.. مُحررة بعيد عن كل ذلك الحزن والألم.. تريد أن تخرج إلى قلب آخر غير قلبها فقد عانى كثيرًا..
أغمضت عينيها ومازالت تبكي ومازال الألم مُستمر، والتفكير لم يتوقف بل يزداد مع كثير من الأسئلة التي ليس لديها أي إجابة عندها..
حاولت جذب يدها ولكنها كانت مربوطة بقوة خلفها لتكن خلف ظهر المقعد الجالسة عليه..
وكذلك قدميها الاثنين مربطين في أقدام المقعد..
لم يكن هناك أي شيء مُحرر بها.. حتى قلبها وروحها تراهم أمام ناظريها في قفص عصفور محبوس والحابس أراد ذلك بضراوة.. ليس هناك شيء ملك لها.. قلبها كان ملك لمُعذبها، كان ملك لذلك المُتسبب في أوجاعها.. كان ملك لسارق أحلامها..
روحها مرتبطة به بشدة وعنف، إن حدث له شيء مـ ـاتت وأن شعر بالألم تألمت وإن كان بخير أتى لها هو بالألم..
تملك جسدها أيضًا بعد الزواج وأصبحت رهينة بين يديه، لا تستطيع الاعتراض فـ يمارس عليها أساليبه الخاصة لتكن خاضعه له..
حتى أنها الآن وفي هذه اللحظات لا تدري أين هي ولا من معها.. بعيدة كل البعد عنه وعقلها مُنشغل به وبكل أفعاله القذرة معها.. يا لك من "عامر" حقًا..
الخوف والرهبة لم تكن تتملك منها في هذه اللحظات على عكس كثير من المرات شعرت فيهم بالخوف والرهبة منه ومعه! هل كل هذه الإشارات والفراق والسنوات التي كانت بينهم دليل على أنهم ليس من المفترض أن يكونوا في علاقة سويًا؟
انحدرت الدموع على وجنتيها بكثرة والألم يزداد في قلبها ولم تعد تستطيع التحمل! ألا يكفي كل ما تحملته!.. من رحلوا وتركوها ومن كان خـ ـائن ومن كانت خـ ـائنة، من كذب عليها ومن حطم قلبها ومشاعرها!..
أنت تقرأ
بين دروب قسوته "ندا حسن"
Romance"وصلت معه إلى أسمى درجات الحب والهوى، مُنذ الصغر وهو فارس أحلامها ورفيق دربها، لكن في كل مرة قبل إكتمال فرحتها بزواجهما يأتي في لحظة خاطفة ويسرق منها هذه الفرحة بأبشع الطرق!، يحبها ويعشق كل ما يأتي منها ولكن طبعه يغلبه دائمًا ويفعل الخطأ عينه، متناس...