#بين_دروب_قسوته
#الفصل_التاسع_عشر
#ندا_حسن"في لمحة خاطفة عادت من المـ ـوت إلى السعادة"
تعرق بكثرة في نومته، المياة تُسير على وجهه وعنقه ومقدمة صدره بغزارة، يضغط على عيناه بقوة وهو نائم على ظهره يشاهد كابوس بشع مر أمامه في نومته!.. فتح عينيه على مصراعيهما وانتفض جالسًا على الفراش يتنفس بصوت عالٍ وأنفاسه مسلوبة منه بغير إرادة..
مر شريط كابوسه على عقله وهو جالس على الفراش يحاول أن ينظم وتيرة أنفاسه، والتفت برأسه إلى الطرف الآخر من الفراش بقلق ولهفة ليراها تنام جواره سالمة بوجه صافٍ بريء
تنهد بضيق وهو يمسح على وجهه ثم وقف على قدميه وتوجه ناحية المقعد أمام الفراش وجلس عليه، ألقى ظهره للخلف يستند إلى ظهر المقعد وجسده مُرتخي للغاية مازال مُتأثرًا مما شاهده..
لقد كان كابوسًا بشع للغاية، لقد قتـ ـلها به وجلس يبكي جوارها؟ قـ ـتل حبيبته بعد أن أصبحت زوجته وملك له ثم جلس على الأرضية ينظر إليها باكيًا يندب حظه معها!.. يا الله.. لقد كان عذاب شديد للغاية..
شعر بذلك الشعور الذي لطالما تمنى أن لا يتوصل إليه بحياته، حتى عندما تأكد من براءتها في الحقيقة أتى المنام ليجعله يشعر بوخزة رجولته وطعنته الذي أخذها في ظهره منها.. يعتقد أن ذلك عقاب.. عقاب كبير لا يستطيع أن يعترض عليه
مسح على وجهه ثانيةً ونظر إليها وهي نائمة كملاك، والله هي ملاك لا مثيل له منذ البداية وهو يقول عنها هكذا، تنام على الفراش تأخذ حيز صغير للغاية بقميص أبيض كان رائع عليها، بعينين بريئة مغمضة وشفتين مضمومتين يالا روعتهما، تلك الأهداب ووجنتيها المُكتنزة وكل ما بها..
خيال يسبح به، صنع خالق يتأمله بتمعن وبطء وتروي، كي يفهم الحكمة من كل هذا الجمال..
وقف على قدميه وجلب علبة سجائره من على الطاولة ثم ذهب إلى شرفة الغرفة وفتحها بهدوء كي لا تستفيق ودلف إليها ومرة أخرى أغلق بابها ساحبًا إياه..
وقف في الشرفة وأشعل سيجارته ينظر إلى الخارج ورفع يده إلى فمه يشتنق الدخان بشراهة مُتذكرّا ما حدث بينهم منذ ساعات..
"نال منها ما يريد وشعر بأنه يسبح في عالم خيالي ليس موجود على أرض الواقع الذي يعيش به معها، أخذ ما طلب ونال مُراده وليته لم ينوله يومًا، هذه كانت المرة الأولى وحدث من خلالها إدمان لوجودها معه بتلك الطريقة، شعور لا يوصف مع زوجته حلاله وملكه.. شيء لم يكن يأتي على خلده في يوم من الأيام والشعور باللذة فاق كل شيء..
تأكد من براءتها وعفتها، تأكد من أنها ابنة عمه البريئة النقية التي لطالما كانت وستكون كما هي، تأكد من أن كل ما حدث ما كان سوى خطة قـ ـذرة من صديقتها وابن عمها للتفرقة بينهم بهذه الطريقة.. "إيناس" لديها عنده مفاجأة ولكن هو صبور للغاية ويحب ذلك..
أنت تقرأ
بين دروب قسوته "ندا حسن"
Romance"وصلت معه إلى أسمى درجات الحب والهوى، مُنذ الصغر وهو فارس أحلامها ورفيق دربها، لكن في كل مرة قبل إكتمال فرحتها بزواجهما يأتي في لحظة خاطفة ويسرق منها هذه الفرحة بأبشع الطرق!، يحبها ويعشق كل ما يأتي منها ولكن طبعه يغلبه دائمًا ويفعل الخطأ عينه، متناس...