اقتباس 💔

14.7K 346 194
                                    

#بين_دروب_قسوته
#اقتباس
#ندا_حسن

دلف خلفها من باب الجناح الخاص بهم، الذي كان مُجهز منذ عامين لاستقبالهم فيه كزوجين، انتهى العرس الذي خطف أنفاس الجميع، لقد كان مجهز على أعلى مستوى وهو من حرص على فعل ذلك، لقد كان عرس رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بداية من المكان الذي كان أكبر فندق في البلدة، وتصميم القاعة والتجهيزات المتواجدة بها، وما جعل العرس أجمل وجودهم مع بعضهم البعض وظهورهم في أحسن صورة..

وقد حدث كل ذلك بعد أن تأكد من براءتها وعلم أن كل ما حدث كان مجرد خطة قذرة رسمت من قبل صديقتها وابن عمها ليفترقوا عن بعضهم ولتكن هي وحدها منفصلة عنه، لتقترب منهم ولينالوا ما أرادوا منها..

وقد علمت هي الأخرى أنه بريء ولم يخونها، لم يفعل أي شيء وحاول طيلة الوقت أن يجعلها تتفهم ما الذي تفعله صديقتها من خلفها لكنها لم تستمع إلى حديثه.. إنما الآن كل شيء اختلف وعادت الأمور إلى طبيعتها وأفضل من السابق، الاختلاف الوحيد هو عدم وجود عائلتها معها ولكن كان هذا قضاء الله ولا تستطيع الإعتراض عليه.. رحمة الله عليهم..

أغلق باب غرفة النوم بعد أن دلف إليها معها، استدارت تنظر إليه مُرتدية فستان عرسها الرائع عليها، مظهره يخطف الأنفاس مع جمالها الغير طبيعي بالمرة بعد أن أعادت لون خصلاتها الطبيعية مرة أخرى وأصبح لونه ذهبي مختلط مع البني..

بعينيها كانت تُلقي عليه النظرات المصاحبة للخجل المُميت خصوصًا بعد تصالحهما معًا وعودت الأمور إلى طبيعتها واعترافهم بالحب لبعضهم من جديد، اخفضت عينيها الزيتونية عن خاصته إلى الأرضية بخجل واضح وابتسامتها مهزوزة ولكنه رأى القلق واضح أكثر من كل شيء على ملامحها الرقيقة..

أقترب منها بخطوات ثابتة وعيناه عليها لم تتحرك، وقف أمامها وأمسك بيدها الاثنين بين يده، عينيه تهتف بالحب الموجود داخله لها، ملامحه توزع تبسُمات رائعة خلابة إليها..

حمحم بخشونة ثم ضغط على يدها الاثنين مُحركًا شفتيه وعيناه البُنية عليها قائلًا بحنان مبالغ فيه:

-ألف مبروك يا بطل.. أخيرًا بقيتي ليا وبرضاكي

ارتعشت شفتيها المُكتنزة وهي تُجيبه قائلة وعينيها تنظر في الأرضية:

-الله يبارك فيك.. مسمعتش يا بطل دي من زمان أوي

ترك يد من يديها الاثنين وقدم كف يده إلى وجهها أسفل ذقنها ليرفعه إليه ويجعلها تنظر إليه بعينيها دون خجل وبحنان خالص وشغف لا نهائي ناحيتها:

-اتعودي عليها بقى من يوم ورايح

ابتسمت بخجل وقلق أكثر منه، وخوف أتى من بعده لتقع في موقف لا تحسد عليه، زقزقة عصافير بطنها وهي تراه يقترب منها ويده مازالت تتمسك بوجهها..

بين دروب قسوته "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن