اقتباس

12.9K 401 107
                                    

#بين_دروب_قسوته
#اقتباس
#ندا_حسن

ابتسم "عامر" بسخرية وأردف بجدية وتساءل بلا مبالاة:

-أنت أخدت الوسيلة من بت عمك الوسخـ* ولا ايه

استمع إلى صوت "هشام" على الناحية الأخرى يقول:

-تقريبًا كده بس المرة دي أنا جاي أحذرك

عاد "عامر" إلى الحديقة مرة أخرى يبتعد عن بابا الفيلا ثم نقل الهاتف إلى أذنه اليمنى ليردف بسخرية شامته وتهديد:

-تحذرني.. ايه اتحرقت لما قالتك هتجوز عامر، اخلع منها علشان أنت مش قدي أنا بس اللي بحب الصبر

ضحك "هشام" على الناحية الأخرى بل وتعالت ضحكاته كثيرًا ثم قال بشماته يردها إليه:

-إهدى بس على نفسك وأسمع البوقين دول.. أنا متحرقتش ولا حاجه.. اتحرق ليه على حاجه مجربها

صمت "عامر" عندما استمع إلى هذه الكلمات الساخرة منه والشامته به، ولم يُجيب عليه لأنه لم يستطع تحديد موقفه فاستمع إلى الآخر يُكمل:

-بتسأل مجرب ايه مش كده؟ ياعم مش هخلي فضولك يقتلك وهقولك.. أصل الحقيقة كده يعني زي ما جه في بالك أنا مجرب بنت عمك

أردف "عامر" ألفاظ دنيئة بذيئة بصوتٍ عالٍ صارخ وهو يثور في الحديقة بهمجية واهتياج والعنف احتل جسده:

-أخرس يا وسـ* يا كلب وديني هطلع ميتيـ**، هخليك مرا يا ابن الكلب

قابله الآخر بالبرود التام يؤلف حديث من عقله هو وابنة عمه ليجعل القصة كاملة ويصدقها المشاهد مُستمعًا بما يحدث للآخر أمامه:

-براحه على نفسك يا ابن القصاص.. أنا بس بفهمك اللي حصل بنت عمك كانت معايا وأظن بنفسك جبتها قبل كده من بيت إيناس مكنش بيتي الحقيقة بس كنا بنتقابل هناك وغلطت معايا ولما جيت أخطبها كان علشان أصلح الغلط يا نِور.. بفهمك بس علشان متلبسش

ضرب الطاولة بقدمة ومن خلفها المقعد ليقع على الأرضية وهو يُجيب عليه بعدم تصديق وداخله يعلم أن هذه لعبة قذرة منه:

-آه انتوا متفقين سوا بقى وعايزني أعمل الغلط

بمنتهى البرود واللذة الخالصة أكمل بشماته وكذب ولكنه أحكمها جيدًا ليشعر بالمتعة وليعود الأمر عليه بتحقيق الإنتصار:

-لا يا حبيبي أنا متفقتش مع حد بنت عمك عندك وتقدر تتأكد كمان بالحسنة اللي في ضهرها بني هي وفي نص ضهرها كمان أكيد أنت مشوفتهاش.. معلش مش هقدر أقول أي أمارة تانية دي أعراض ناس بردو وآه هي كانت هتتكلم مع عمها تاني علشان تستر على نفسها هي بس طاوعتكم علشان منظركم قدامي

لم يستمع إلى صوت الآخر فأكمل مرة أخرى بنبرة شامته:

-رفضتك علشان كده يا جامد خايفه تعرف اللي حصل بينا.. تشاو

أغلق الهاتف، أبعده "عامر" عن أذنه نظر إلى شاشته وعينيه لم تكن معه من الأساس، شامة في ظهرها لونها بني؟ هو رآها! يؤكد حديث ابنة عمه الحقيرة ويقول أنه أقام علاقة معها؟ حديث "إيناس" كان صحيح؟ لقد خدعته! خانته وسلمت شرف العائلة وشرفه إلى ذلك الحقير!؟..

خانته؟ طعنته بظهره بسكين تالمه؟ قتـ ـلت كل الحب الموجود بقلبه لها؟

إنه يشعر بالمـ ـوت الآن؟ يشعر وكأن هناك من يسلب منه روحه بالقوة.. إنه أسفل المياة ولا يستطيع التنفس بشكل جيد.. يغرق في أعماق البحر.. خانته؟

حرك عينه على شرفة غرفتها.. استعاد صورة عمه الذي كان والده أمامه ثم من بعدها بلحظة أخرى استنتج أنه لن يصدق هذا الحديث!.. لن يصدقه مستحيل لن يجعل قلبه يكرهها ويمـ ـوت الحب داخله.. لن يترك هذا الأبلة يفعل بهم هكذا..

إنه كاذب، يؤلف كل هذا فقط لأجل أن يفرق بينهم، حبيبته لا تفعل ذلك.. لا تخونه، لا ترمي جسدها في أحضان غيره، لا تخيب ظنه بها، إنها تحبه..

سيتأكد من كل ذلك، سيتأكد بنفسه ومن بعدها يقرر من الكاذب والمخادع هنا..

ضيق عينيه على شرفة الغرفة ثم تقدم إلى الفيلا بخطوات ثابتة حادة تسير بسرعة شديدة ليصل إليها، سيفعل ما يجب عليه فعله ليتأكد إن كان كاذب أو لا.. ليتأكد إن كانت كما هي ابنة إبنة عمه وحبيبته ومن هواها قلبه من بين كل الناس، سيفعل ما يجب عليه فعله ليتأكد إن كانت خائنه أو لا..

❈-❈-❈

بعتذر جدًا جدًا على التأخير لكن أنا اعتذرت على الفيسبوك تابعوا البيدج والجروب علشان تشوفوا كل جديد.. الفصل هينزل بكرة بأمل الله كامل على المدونة وبعدها هنا.. ابغي تفاعل جبار على هذا الاقتباس يا شوووباب وإلا هزعل وهجيب ناس تزعل وبلاش بلاش بلاش نسبق الأحداث.. بحبكم ♥️♥️♥️

بين دروب قسوته "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن