الفصل الخامس عشر

15.5K 571 170
                                    

#بين_دروب_قسوته
#الفصل_الخامس_عشر
#ندا_حسن

"ربما البداية السعيدة، أو النهاية القاسية"

اقتحمت الصدمة قلوب الجميع في المنزل بعد استماعهم للكلمات البسيطة التي هتفت بها تلك الفتاة ذات المعاني الكثيرة، هبت "هدى" واقفة على قدميها تصرخ بها باستنكار تام ومن خلفها والدها ووالدتها، "سلمى" والجميع ينظر إليها بعينين مُتسعة رافضة ما تقوله..

بقيٰ"عامر" جالسًا يطالعها بعينين قوية من رأسها إلى قدميها يُقيم هيئتها الماثلة أمامه في محاولة منه لفهم ما الذي تتفوه به وهل هو صحيح أم مجرد افتراء على ابن عمه الراحل "ياسين" وأي شخص منهم يعرف "ياسين" جيدًا سيقول وهو متأكد مليون بالمئة أن ذلك افتراء وكذب ولا يصدق وحتى لو خرج "ياسين" بنفسه من قبره وأعترف على نفسه، إنه كان رجل حكيم، عاقل، لا تُغريه النساء وكان يحب شقيقته كثيرًا وأراد الزواج منها وفعلها ولم يكن يرى غيرها، كان يراه في عمله جاد صارم مع الجنس الآخر ولا تهتز له خصلة معهم على عكسه تمامًا مرح ويمزح مع النساء في العمل كثيرًا.. ما هذا الهراء!..

تقدمت منها "هدى" بخطوات واسعة حادة تدب في الأرضية وعينيها عليها بثبات وحدة واقتربت منها واقفة أمامها بالضبط ثم صاحت بشراسة وعنفوان:

-بتقولي ايه؟ مرات ياسين مين؟ ياسين مين ده اللي مراته ها أنتي بتقولي ايه أنتي

أجابتها بثبات ونظرت إليها هي الأخرى بقوة تبادلها الجدية والتأكيد على حديثها:

-بقول الحقيقة، أنا غادة يُسري مرات ياسين أحمد القصاص جوز حضرتك وأخو حضرتها

أنهت جملتها وهي تُشير بيدها إلى "سلمى" الذي تقف في الخلف لم تبدي أي ردة فعل فقط تنظر إليهم..

صرخت بها "هدى" بعصبية ووجهها أصبح لونه أحمر قاتم بسبب غضبها الذي شعرت به من تلك المجنونة:

-أنتي مجنونة ولا إيه أمشي اطلعي بره أنتي بتقولي ايه

تقدم والدها رؤوف منها وهو يردف بصوتٍ جاد في محاولة منه لفهم الأمر:

-اهدي يا هدى يا بنتي خلينا نفهم

عقبت بسخرية وغضب ناظرة إليها بعنفوان:

-تفهم ايه يا بابا دي بتقولك مرات ياسين

أكملت وعينيها تقابلها مُباشرة قائلة بسخرية لاذعة:

-يا ترى بقى اتجوزتي ياسين امتى امبارح ولا من شهر ولا من سنة ولا تكونيش اتجوزتيه في الجنة

وضعت الأخرى يدها الاثنين أمام صدرها ووقفت بجدية أمامها مُعقبة بوضوح:

-أنا مرات ياسين القصاص من تلت سنين، يعني قبلك ومعايا قسيمة جواز وأصلية والآنسة سلمى أخته اتأكدت منها وأهي عندكم تقدروا تسألوها

بين دروب قسوته "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن