الفصل الحادي عشر

17.4K 666 194
                                    

#بين_دروب_قسوته
#الفصل_الحادي_عشر
#ندا_حسن

"اختارت الحُب وهو، دام الحُب ورحل هو"

صرخ بصوت عالي جهوري اهتزت له أرجاء غرفة المكتب وهو يسبها:

-اخرسي يا زبالة يا وسخـ*، ايه فكراها زيك.. مفكراني هصدقك يا حيوانه

ابتسمت بهدوء وقالت بجدية والسعادة تكبر مع كلمة تخرج منها إلى أذنه:

-مجبور تصدق يا عامر علشان ده اللي حصل فعلًا

صرخ مرة أخرى وهو لا يطيق الاستماع إلى هذا الحديث، لا يطيق وضعها في جملة واحدة مع غيره، ماذا عن الذي تتحدث عنه!:

-بقولك اخرسي.. اخرسي همـ ـوتك يا إيناس وديني همـ ـوتك

لوت شفتيها وأكملت ببرود وابتسامة شامته به وبها وقلبها يرفرف فرحًا وسعادة والحقد يكبر وبجواره الغل والكـ ـراهية:

-خليك كده مش مصدق عنها أي حاجه.. هشام دلوقتي عندكم في البيت رايح يطلب ايد سلمى من أبوك وبيعجل في الجوازة علشان اللي حصل.. بيحطوك قدام الأمر الواقع يا أهبل.. غلط معاها يبقى يشيل الليلة وده اللي هما عايزينه وأنت عبيط لسه عايز تتجوزها..

ثقلت أنفاسه بسبب ذلك الاهتياج والكلمات التي يستمع إليها تعصف بكل خلية به، عقله كاد ينفجر ولم يعد يشعر بنفسه حقًا، لكنه أردف بنبرة ثقيلة حادة غاضبة:

-حسابك تقل يا إيناس تقل أوي عندي وأنا مش هحاسبك دلوقتي.. هسيبك للناهية

أغلق الهاتف بوجهها، ونظر إلى شاشته التي أراد تحطيمها ولكن كان الهاتف يحتوي على كنز كبير سيجعل تلك الغبية تصدق حديثه وتبتعد عنها، وضع الهاتف في جيبه وتقدم من المقعد يأخذ جاكيته بسرعة وبحركات غير محسوبة..

وأخذ مفاتيحه من على المكتب ثم أنطلق سريعًا يفتح الباب راكضًا إلى الخارج تحت أعين "جومانا" المُتسائلة ما الذي يحدث..

أخذ السيارة ليعود إلى المنزل ويرى ما الذي تتحدث عنه، هل هو الآن هناك حقًا يود الزواج منها؟..

أول شيء لن يصدقها.. مهما حدث لن يصدقها، "سلمى" لا تفعل هذا.. يستحيل أن تترك نفسها لتنحدر في وادي الحرام وتكن من محبيه وزواره..

لا يعقل، لن يصدق ولن يواجهها بهذا الحديث الآن، لن يزعجها بحديث بغيض مثل ذلك ولن يفتحه أمامها سيفكر في شيء جدي لتلك الحقيرة ومن هنا سيجعل حبيبته تعلم بكل شيء.. ولكن الأكيد والمؤكد أنها لم تفعل ذلك ولن تفعله.. إلا معه

هناك شيء آخر كيف ذلك الحيوان الآخر في بيتهم يطلب يدها؟ أخذ منهم ميعاد ولم يقول له أحد؟ هل بقيت في المنزل اليوم لأجل ذلك؟ هل تريده حقًا..

أسئلة تتهاوى على عقله ولا يمتلك لها أي إجابة، يكاد قلبه يتوقف بسبب الذي استمع إليه، تشنج جسده بقوة وأصبح لا يدري ما الذي يحدث..

بين دروب قسوته "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن