الفصل التاسع

16.7K 669 140
                                    

#بين_دروب_قسوته
#الفصل_التاسع
#ندا_حسن

ابتعدت شفتيها عن بعضهما في محاولة بائسة منها لشرح موقفها العثر، وأصبحت وتيرة أنفاسها عالية لاهثة، تعود للخلف وهو يتقدم إلى أن بقيٰ معها داخل الشقة، ثم دفع الباب بيده بقوة وعنف ارتجفت له الجدران.. ومازالت عينيه عليها لم تتحرك..

هنا ابتلعت ما وقف بجوفها مرة أخرى ناطقة باسمه بنبرة خافتة تكاد تكون مختفية من الأساس، وعينين ترتجف كارتجاف شفتيها وجسدها:

-عامر

اصطدمت بالحائط خلفها الذي كان يقابل باب الشقة مُبتعدًا عنه بضع خطوات وقد تخطتهم هي وهو معها..

وقف أمامها مباشرةً عينيه كما هي لم يتغير أي شيء بها، سوداء حالكة، تنتظر فرصة الانقضاض عليها التي ستكون رابحة، عليه فقط أن يحسم الأمر

ابتعدت شفتيه عن بعضهما بنبرة حادة كالسيف لحظة تقدمه لقطع رقبة أحدهم:

-هو فين؟

لم تعد تستطيع التحكم بنفسها، خوفها منه يقتلها دون رحمة، وتعابيره لا تسعفها على التبرير أو المحاولة حتى في براءة نفسها:

-هو... هو مين؟

حرك لسانه داخل فمه في حركة يفعلها دائمًا، وأبعد عينه عنها إلى الفراغ المجاور لها، تابعته بعينيها ليس اعتقادًا منها أنه سيهدأ بل هي تعلم ما القادم..

برهة واحدة قد مرت وكان يتمسك بخصلات شعرها السوداء القصيرة من الخلف يجذبها معه إلى الداخل وهو في حالة اهتياج لم تراها من قبل، صاح بصراخ قائلًا:

-الوسـ* اللي أنتي معاه هنا.. هتعملي نفسك هبلة يا بت القصاص.. وديني ما أنا فايتكم

سارت معه عنوة عن نفسها وخصلات شعرها بين يده يجذبها بقسوة وشراسة، خرجت الدموع من عينيها فقط لأنها وضعت نفسها في مثل ذلك الموقف أمامه:

-سيبني يا عامر اوعا أنت بتقول ايه

دلف بها إلى صالة الشقة ولم يرى أي أحد غيرهم بها، نظر بعينيه الحادة إلى الأنحاء المتاحة له ولم يرى طيف أي شخص هنا.. دفعها بكل قوته على الأريكة فارتمت عليها بكامل جسدها جالسة.. منحنية على نفسها فوقها تستند بيدها الاثنين والدموع تخرج من عينيها قهرًا لما هو قادم عليها..

رفعت وجهها واعتدلت في جلستها لتنظر إليه فوجدته يتوجه إلى الداخل يبحث عن أحد!!.. يبحث عن "هشام" هذا مؤكد، رفعت خصلات شعرها إلى الوراء ومسحت على مقدمته للخلف..

حاولت أن تتوقف عن الارتجاف وتفكر في التصرف مع ذلك الهمجي المعروف بطبعه الغلاب، مسحت وجهها بقوة محاولة محو تلك الدموع المتساقطة لتبقى أمامه قوية.. ولكن أين تلك القوة لقد أخطأت.. أخطأت حقًا هذه المرة..

بين دروب قسوته "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن