Start
" آنستي...هل يُمكنكِ إخبارنا بما حدث هناك؟"
المُحقق ذو الملامح الهادئة و اللطيفة أمال برأسه قليلاً يحاول النظر إلى وجهها لكنها فقط كانت تبكي بصمت و ترتجف بينما تنظر إلي أناملها المُتشابكة فوق فخذيها
"قتلها"
تمتمت و لم يفهم ما قالته فانعقد حاجبيه بخفة ثم تنهد يدفع كوب الماء نحوها قائلاً
" اشربي هذا الماء كي تهدئى"
تنهد حين رددت نفس الكلمة عدة مرات و لم يبدو بأنها تفهم ما يقوله فوقف من مكانه و خرج من غُرفة التحقيقات تلك يقول لزميله الذي يقف بالخارج
" اتصل ببيكهيون أخبره أن يُسرع ، و لتحضروا لها شيئاً كي تتناوله فهي هنا منذ مساء الأمس و لا بد أنها جائعة"
همهم إليه الآخر و غادر سريعاً يفعل ما طلبه منه بينما هو وقف خلف تلك النافذة التي تطل على الغُرفة حيث تجلس هيبا بالداخل يري الحالة المُزرية التي وصلت إليها الأخري بعد أن شهدت جريمة القتل البشعة تلك
__________________
تشانيول ركض بأرجاء المشفي بهلع...دموعه لا تتوقف، و بالكاد يلتقط أنفاسه
عقله كان مشوشاً لا يُصدق ما سمع فلم يتوقع يوماً أن يتلقى اتصالاً من هاتف أخته ليُخبره غريباً أنه فقدها
تشانيول كان غاضباً منها لكن ألا يغضب الإخوة من بعضهم و يتشاجرون سوياً فلماذا تتركه بهذه الطريقة؟
لم تركته وحيداً بهذا العالم و الذي يكرهه بالفعل؟! لم يمتلك سواها و بسببها فقط تحمل الحياة فعلي أي أساس سيستيقظ باليوم التالي و لمن سوف يعيش؟
تلك الغُرفة التي تواجد أمامها رجال من الشُرطة دخلها هو بخطوات ثقيلة يتقدم من ذاك الجسد المُغطي بأكمله
أمسك بطرف الغطاء يقبض عليه بقوة قبل أن يُزيحه تدريجياً حتي توضحت ملامح وجهها التي فقدت الحياة
"يورا"
تمتم بصوتٍ مكتومٍ ضعيف يُلقي برأسه بجانبها بدموع توقفت بصورة غريبة
لم يكن قادراً علي البُكاء أو الصُراخ بعد رؤية وجهها الشاحب، فقط أغلق عينيه بقوة يحاول محاربة هذا الشعور البشع
فـقلبه كان يصرخ بألم
قبضته كانت تشتد علي الغطاء بقوة أكبر حتي اختفت الحُمرة من أنامله لكنه لم يشعر بذلك إلى أن أفاقه صوت ذاك الرجل الذي وقف بجانبه