Start
استدار تشانيول بوجه فارغ لينزل السلالم متوجهاً إلى الحديقة فلم يكن بالمزاج المُناسب ليسمع مُحاضرة من كبيرة الخدم عن عمله و متى يجب أو لا يجب أن يخرج من غرفة تشانسوك
كانت وتيرة تنفسه سريعة و أنفاسه هائجة ما إن وصل الحديقة كأنه كان يركض لمسافات طويلة و للتو توقف
لم يكن قادراً على تحديد ماهية شعوره، هل هو يرغب بالبُكاء أم يرغب بالصراخ بغضب؟
هل هو حزين من أجل يورا أم أنه حانق عليها؟!
وقف أمام المسبح و أخرج عُلبة سجائره ليضع واحدة بين شفتيه بينما بداخله يُقسم إن منعه أي من الحراس عن التدخين الآن فقد يقتله، و إن فعلت كبيرة الخدم ذلك سيُلقي بها في المسبح و يستمتع برؤيتها تفقد حياتها غرقاً لعل ذلك يُخفف من حدة مشاعره المُتضاربة
بعينيه الواسعتين ظل يرمق المسبح في شرود و أطراف جفونه اكتسبت اللون الأحمر إلا أنه لم يستسلم للبُكاء
و رغم غُصته التي تخنقه مازال يُكابر يرفض البكاء فيسحب نفساً عميقاً من سيجارته يُخفف بذلك من حدة رغبته في البُكاء
"بارك تشانيول"
زفر بعمق مع سماعه لصوت كبيرة الخدم و التفت بإنزعاج هاتفاً
"اتركيني و شأني الـ..."
توقف عن الحديث حين وقعت عينيه على صندوق الإسعافات الأولية الذي تحمله فانعقد حاجبيه و أخفض عينيه ينظر إلى كفه التي أطفأ سيجارته بباطنها
في الأعلى حيث غُرفة تشانسوك...كانت تضم قدميها إلى صدرها في بُكاء صامت
بعد أن فقدت والدتها لم يكن هناك شخصاً يهتم لأمرها عدا شخصين منهما يورا و التي كانت الأقرب إليها ، وبالرغم من صغر سن يورا إلا أنها قامت بدور الأم لها
اهتمت بمشاعرها و أنصتت إليها بالرغم من عدم إمتلاكها القدرة على مُساعدتها
و في المقابل تشانسوك استمعت إليها لذا هي مُدركة تماماً أن ما حدث إلى يورا هو جريمة بحقها و ليس العكس
فإن كان هناك ضحية هنا فهي يورا بلا أدنى شك
تشانسوك واثقة أنها بريئة من كل ما يدعونها به لذا حتى و إن حصلت على ملايين الأدلة ضد يورا فلن تُصدق سوى ما يُمليه عليه قلبها و أن يورا بريئة
"تشانيول"
صاحت بصوتٍ مُتحشرج لتمسح على عينيها بعشوائية و قد انعقد حاجبيها بقلق كونه تأخر