10

123 24 37
                                    

Start

بيكهيون عاد إلى مكانه خلف حاسوبه يستكمل عمله مُدّعياً عدم الإهتمام فلا مكان لتلك الغريبة كي تذهب إليه لذا هو توقع عودتها

و مع كل دقيقة تمر كان إهتزاز قدميه يُصبح ذا وتيرة أسرع حتى وقع ذقنه أسيراً بين أنامله التي تضغط عليه بقوة و مازال يحاول إدّعاء تركيزه بالفيلم

لكن و بدون مُقاومة ألقى نظرة نحو ساعة حاسوبه يرى أن سبعة عشر دقيقة قد مرت و الأخرى لم تعد

انتفض بيكهيون من مكانه و في طريقه جذب معطفه من خلف الباب ليُغادر المنزل سريعاً باحثاً عنها

رغم عدك امتلاكها أموالاً لتستقل حافلة أو سيارة أجرة لكن سبعة عشر دقيقة لم تكن قليلة فلا بُد أنها ابتعدت كثيراً و كونهما في مدينة أخرى فلن يكن المسكن خاصتها هو ملجأها الآن

بيكهيون قضى أكثر من ساعة يبحث عنها قريباً من المنزل حتى فقد الأمل بإيجادها فوقف على الجانب الآخر من المنزل يلتقط أنفاسه بينما يُلقي نظرة أخيرة في الأرجاء

صوت شهقات مكتومة كان قريباً منه يسمعه كلما تخافتت أصوات حركات السيارات من حوله فانعقد حاجبيه بخفة و التفت باحثاً عن مصدر الصوت بلهفة حتى لمحها تجلس على مقعد الإنتظار بالحديقة المتواجدة خلفه

كانت حديقة مليئة بالأشجار المُتعانقة ذات مساحة صغيرة و مقاعد بسيطة خاصة بالإنتظار بينما سور قصير يفصلها عن ممشى المارة الذي يقف عليه بيكهيون

تنهد بعمق ليهز رأسه إلى الجانبين ثم تقدم منها بحذر و بخفة انعقد حاجبيه بإبتسامة بسيطة حين سمع تمتمات غير مفهومة تصدر منها

قفز من فوق السور الصغير ليجلس على المقعد مجاوراً لها فشهقت بفزع و رفعت عينيها الدامعتين نحوه لكنها سرعان ما التفتت تُعطيه ظهرها حين تعرفت على هويته

" هيا لنعد إلى المنزل"

تحدث بهدوء فاستنشقت ماء أنفها ثم وضعت قبضتها أمام شفتيها تمنع صوت بُكائها عن الخروج بينما تهز رأسها إلى الجانبين ترفض ذلك

" لا يُمكنكِ البقاء وحدكِ فبعد ساعات سيحل الظلام و صدقيني البقاء في شوارع كوريا المُظلمة وحيدة سيكون أسوأ من تواجدكِ بمنزل واحد مع رجل غريب "

أمال برأسه محاولاً رؤية وجهها فأخفضت رأسها و القلنسوة فوق رأسها كانت تُخفي جُزءاً كبيراً منه بالفعل

" إن كُنتِ تثقين في الإله الذي تعبدينه فلماذا تبكين الآن؟ "

" و ما دخل هذا ببكائي؟ "

Murderحيث تعيش القصص. اكتشف الآن