عندما إتصلت "سميرة" على هاتفه وأجاب وعلم من المتصل صُدم ولم يستطع أن يتفوه بكلمة فظل صامتًا، بينما هي عندما وجدته لم يتكلم قررت التحدث هي فهتفت قائلةً:
"عامل إيه ياحبيبي
عندما لم يأتها رد منه نادته
ظل يكتم في صوت بكائه ونجح في ذلك ثم تحدث بجمودٍ:
'عاوزة إيه'
تجاهلت جملته هذه ثم تحدثت من جديد:
" وحشتني أوي ياحبيبي"
رد عليها بكراهيةٍ:
'وإنتِ موحشتنيش ولا عمرك هتوحشيني.. أكمل بسخريةٍ:
إنتِ مش في حياتي أصلًا أنا مليش أم'
"مش من قلبك كل الكلام دا أنا عارفة"
قال بتأكيدٍ:
'لا من قلبي وأوي كمان ولو سمحتِ ياريت متتصليش على الرقم دا تاني واعتبريني ميت أصلًا'
قام بإغلاق المكالمة وهو حزين بشدة على نفسه كلما يحاول أن يجد طريقة ليفرح بها نفسه تعيقه العقبات بكل الطرق لكي تفسد أحواله فعندما أغلق هاتفه وظل على هذا الحال عادت أفكاره إلى بعض الذكريات المؤلمة التي لن ترحل عن باله يومٍ واحدٍ فها هي والدته كلما يتذكرها تعيد الذكريات أمامه كأها شريطٌ من فيلم مؤلم لا يستطع الإنسان تحمله فأغمض عينيه يتذكر هذه اللحظات المؤلمةفي قصر كبير يدل من على مظهره أن أصحاب هذا القصر أثرياء بشدة ولكن بماذا تنفع الأموال والعائلة لا تكون موجودة بماذا تنفع عندما تكون النفوس خبيثة ولا يوجد حب ورحمة بين الأفراد.
«كل واحد في الدنيا بيدور على حاله ونفسه مفيش حد بيدور على التاني كله بيهتم بنفسه وعيلته فقط إنما مش هتلاقي حد يجي يسألك مالك فإنتَ قلدهم ودور على نفسك عشان صدقني هي اللي هتنفعك في دنيتك وآخرتك»نجد إمرأة في اوائل العقد الثالت من عمرها تقف تجمع ثيابها في حقيبة سفر وأمامها طفل صغير لا يتعدى عمره العاشرة ينظر إليها ببراءة شديدة غير واعي بما يحدث فذهب"مراد" إليها وبينما يلهو بألعابه وتحدث إليها قائلًا:
'ماما تعالي يلا نلعب مع بعض'
أغمضت "سميرة" جفنيها بغضبٍ كلما تحدث فقالت له بغضبٍ:
"بقولك إيه إبعد عني أنا مبقاش إسمي ماما خلاص"
نظر لها بتعجبٍ فهو كطفل في الرابعة من عمره لا يستطع فهم هذا من الحديث.فإقترب منها مرةً أخرى قائلًا:
'ماما هو حضرتك زعلانة؟'
إنفجرت فيه صارخةً:
"ممكن تبعد عني ملكش دعوة إذا كنت زعلانة ولا لاء غور من وشي"
إنتفض الصغير بشدة من صريخها له وتراجع للخلف بخوفٍ منها.
وعندما إنتهت من جمع أغراضها إلتفتت له قائلة:
"إسمعني بقا كويس وحط الكلمتين دول حلقة في ودنك لحد ماتكبر أنا مبقيتش أمك وهتفضل هنا مع أبوك تعيش معاه وأنا هروح أشوف نفسي وكفاية عليك لحد كدا"
لمعت الدموع في مقلتيه فكان يتعلق بها بشدة فعندما قالت هذه الكلمات تشبث بها ورفع رأسه ينظر لها بعينيه الخضراويتين كالزجاج وكانت نظراته كأي طفل لطيف.
ولكن كانت هي ذات قلب قاسي لاتنشغل بهذه الأمور فنفضت يده بعيدًا عنها ولكن تشبث بها مرةً أخرى وقال لها باكيًا:
'عاوز أروح معاكي يا ماما متسيبينيش'
"إتأقلم بقا مع إللي هيحصلك أنا جرالي كتير وإستحملت إبعد بقا كله منك أصلًا.. هتعيش في جحيم هنا"
نفضت يده لآخر مرة وأخذت حقيبتها وخرجت من الغرفة ذاهبة ظل الصغير يصرخ بإسمها ولا يستطيع فهم ماذا يحدث
أنت تقرأ
"حِينَ إلتقِيتُكَ"
Romance"عندما إلتقيت بكِ علمت أن قلبي كان يبحث عنكِ مررت بعواقب كثيرة حتى أصل لكِ وها هنا أنالني الله الصبر حتى وصلت لكِ وكأنكِ معركة فوزت بها"