الفصل الثالث عشر:"هَل لِي مِنْ الحُبِّ شيء؟ "

802 57 33
                                    

لا يصدق قلبي بأنك تكسره مازال يصدق حديثك الذي خدعتني به والحب المزيف الذي طالما صدقته ووعودك الكاذبة التي أحفظها عن ظهر قلب.. كل هذا إنمحى عندما ظهر وجهك الحقيقي بهذه القسوة تحطم قلبي وكأنها علبة بلاستيكية ولكن يا عزيزي مثلي مثل الزجاج إن كسرته مرة لن يعود كما كان مرةً أخرى!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ظلت"هبة"الليل بأكمله تبكي بحرقة ولم تجد منه سوى التجاهل فلم يعيرها إهتمامًا وغط في نومٍ عميق بينما هي ظلت تعاتب نفسها لماذا لم تكرهه بعدما علمت بالحقيقة قلبها ما زالت تسمعه يدق له كلما نظرت إليه أو حدثها، كانت صدقت حديثه بأنه سيسمح بفرصة لعلاقتهما ولكن عادت خيبة الأمل لها.

في الصباح كان أستيقظ وأرتدى ملابسه وذهب إلى مقر عمله دون إعطاء أي إهتمام للتي نائمة ودموعها تغرق وجهها، عندما وصل جلس وسط أصدقائه دون أن ينطق بكلمة فأتى إليه"منير"قائلًا له بمزاح:
'صبح صبح يا معلم، بقولك! عاوز رقم آداب دي'

نظر له محدثًا بضيق:
"منير! حِل عن دماغي السعادي"

أدار رأسه بعيدًا عنه وهو يتنفس من لفافة تبغه التي بيده، بينما الآخر حاول أن يمزاحه:
'بقولك شوفتي التلاجة إللي قولتلك عاوز أجيبها علشان الشقة؟ بسأل عليها طلعت ب٤٥ألف جنيه، لــيــه هاعيش فيها؟!'

"يا عم وأنتَ بتتجوز أصلًا علشان تشتري؟"

أجابه بمزاح:
'ما علشان أبقى جاهز بقا للجواز ماتفكرنيش، وبعدين ما بقولك هات البت اا.. رقم البت، ماتفهمنيش صح'

نظر له بخبث:
"رقم البت ولا البت؟"

'ما أروح أتقدملها ونخلص'

ربت على ظهره بعنف وهو يقول له بلطفٍ مصطنع:
"أه وماله، إتلم يا منير هاه؟! إتلم، دا أنتَ المفروض هاتربي عيال يا أخي"

أجابه وهو يصفق يده ببعضهم يردح له:
'شوف مين إللي بيتكلم، كنت إتلميت أنتَ يا أخويا'

قاطعهم دخول"مراد"فأشتم هذه الرائحة بتعجبٍ:
"إيه ريحة السجاير دي؟"

ظل يسعل من هذه الرائحة فهو لا يطيقها، بينما نظر له"محمد"مردفًا بمزاح:
'دا عقبال عندك سفسف بيدخن'

توقف عن سعاله ونظر لـ"سيف"بصدمة:
"والا! بتعمل إيه؟ أنتَ بتشرب سجاير!!"

أجابه بهدوء:
'أه تاخد؟'

"خدك ربنا ونرتاح، دا انا بدوخ من النسكويك ماليش في الكلام دا، وبعدين حرام حرمة عليك عيشتك يا بعيد، دا أنتَ عيل مهزق بصحيح فركش كدا أنتَ في سكة وانا في سكة"

أجابه ببرود وهو يكمل تدخينه:
'ماشي'

أجابه بإشمئزاز مصطنع:
"مشش في ركبك يا بعيد، يا عم إطفيها وربنا هاتخنق وأفيصلكوا هنا"

"حِينَ إلتقِيتُكَ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن