الفصل الثاني عشر: "تَائه وسطُ الظلَام"

796 53 14
                                    

اسفة على التأخير بس انا مش هحدد مواعيد ألتزم بيها لأني في دراسة وكدا ووقت ما أفضى بكتب وبإذن الله مش هعدي أسبوع غير لما أنزل فيه

أتمنالكم قراءة ممتعة❤
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«أواجه الشك كل مرة أن يتركني مثلما فعلها قبل ذلك فلم يعد قلبي التحمل على الكسر مرة أخرى، فهل سنعود؟ أم ستتركني بنصف الطريق؟»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان"مراد"قد أحضر جدته إلى بيته في الأسكندرية لكي تقيم معه قليلًا ليطمئن عليها فهي كانت تعاني في الآونة الأخيرة بعض التعب والإرهاق.

وفي يوم دخل غرفته يكتم دموعه فهو يموت عليها خوفًا من أن ترحل وتتركه وحيدًا إلى أن يشاء ربه ويقبض روحه.

فأخذ هاتفه وقام بالإتصال على الطبيبة لم يمر إلا ثوانٍ وقد أجابت بمزاح:
'أستاذ فيلسوف بنفسه إللي بيرن!'

أجابها بهدوء فكانت حالته غير قابلة للمزاح:
"فاضية دلوقتي؟ علشان تيتة تعبانة أوي"

'طب إيه الأعراض إللي لاحظتها عليها؟'

أجابها بخوفٍ على جدته:
"نايمة ومش قادرة تقوم وتنفسها قليل أوي"

ردت عليه محاولة إطمئنانه لتهدئ من خوفه:
'تمام أهدى أنتَ وخليك جنبها وانا جاية'

قام بشكرها وأغلق معها منتظرًا قدومها لكي تطمئنه على جدته، بينما هو ذهب لغرفتها وأمسك يدها التي طالما كانت تربت بها هلى ظهره وتهون عليه صعاب الأيام وتمسح بها دموعه وغير مصدق أن تلك اليد هو الذي يربت عليها ليس العكس، فنظرت هي له تحدثه بوهن:
'أسمعني يا حبيبي انا واحدة بيني وبين القبر خلاص خطوة وانا كان نفسي أفرح بعيالك أوي'

رد عليها بخنق من كثرة كتم بكائه:
"يا تيتة بعد الشر عنك يا حبيبتي هاتشوفيهم والله وهاتجوز، بس أوعي تسيبيني بالله عليكي أصلًا ليا مين غيرك أنتِ وجدو مفيش حد تاني"

رفعت يدها المرتعشة لتربت على وجنتيه بحنانٍ:
'وربنا بيقبض الروح فجأة، أنتَ مؤمن بالله وعارفاك هاتبقى راضي دا أنتَ دماغك توزن بلد وبفتخر كل يوم إني عندي إبن زيك ومتأكدة هاتبقى حاجة كبيرة'

قبّل يدها قائلًا لها بتبرير:
"مش هايبقى فيها عقل يا تيتة والله، بإذن الله هاتبقي كويسة ماتقوليش كدا بس"

أومأت له ورفعت رأسها ناظرة لسقف الغرفة تدعو الله أن حياتها تنهى بحسن خاتمة فنظر لها بخوفٍ وقاطعه صوت رنين جرس البيت فمسح دموعه من عينيه وخرج ليفتح للطارق فوجدها الطبيبة ألفت السلام ونظرت في عينيه الحمراء تطمئنه بأنها ستكون بخير بينما هو ألتزم الصمت وقام بالإيماءة البسيطة وأرشدها للغرفة التي تقبع بها فدخلت لها قائلة بمزاح محاولةً تلطيف الأجواء:
'إيه يا تيتة بتقلقينا عليكي كدا عاوزة تعرفي غلاوتك صح؟'

"حِينَ إلتقِيتُكَ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن